responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحقاق الحق و إزهاق الباطل نویسنده : التستري، القاضي نور الله    جلد : 33  صفحه : 655

كتابي، فأنزلهم الحر على غير ماء، و لا في قرية، و ذلك في يوم الخميس ثاني المحرم، فلما كان من الغد قدم عمر بن سعد من الكوفة في أربعة آلاف، و كان عبيد اللّه قد ولى عمر بن سعد الري، فلما عرض أمر الحسين قال له: اكفني أمر هذا الرجل، ثم اذهب إلى عملك. فقال: أعفني فأبى. قال: أنظرني الليلة، فأخره فأنظر في أمره، [ثم أصبح‌] راضيا. فبعث إلى الحسين رجلا يقول له: ما جاء بك؟ فقال: كتب إليّ أهل مصركم، فإذا كرهتموني فإني أنصرف عنكم. و جاء كتاب عبيد اللّه إلى عمر: حل بين الحسين و أصحابه و بين الماء كما صنع بعثمان. فقال: اختاروا مني واحدة من ثلاث: إما أن تدعوني فألحق بالثغور أو أذهب إلى يزيد [1]، أو انصرف من حيث جئت. فقبل ذلك‌


[1] قال الأستاذ عباس محمود العقاد في «المجموعة الكاملة- العبقريات الإسلامية» ج 2 ص 220 ط دار الكتاب اللبناني بيروت قال:

تلقى ابن زياد من عمر بن سعد كتابا يقول فيه ان الحسين أعطاني أن يرجع إلى المكان الذي أقبل منه أو أن نسيره إلى أي ثغر من الثغور شئنا، أو أن يأتي يزيد فيضع يده في يده. و الذي نراه نحن من مراجعة الحوادث و الأسانيد أن الحسين ربما اقترح الذهاب إلى يزيد ليرى رأيه، و لكنه لم يعدهم أن يبايعه أو يضع يده في يده .. لأنه لو قبل ذلك لبايع في مكانه و استطاع عمر بن سعد أن يذهب به إلى وجهته، و لأن أصحاب الحسين في خروجه إلى العراق قد نفوا ما جاء في ذلك الكتاب و منهم‌

عقبة بن سمعان حيث كان يقول: صحبت الحسين من المدينة إلى مكة و من مكة إلى العراق، و لم أفارقه حتى قتل و سمعت جميع مخاطباته إلى الناس إلى يوم قتله .. فو اللّه ما أعطاهم ما يزعمون من أن يضع يده في يد يزيد و لا أن يسيروه إلى ثغر من الثغور، و لكنه قال: دعوني أرجع إلى المكان الذي أقبلت منه أو دعوني أذهب في هذه الأرض العريضة حتى ننظر إلى ما يصير إليه أمر الناس.

و لعل عمر بن سعد قد تجوز في نقل كلام الحسين عمدا ليأذنوا له في حمله إلى يزيد فيلقى عن كاهله مقاتلته و ما تجر اليه من سوء القالة و وخز الضمير، أو لعل الأعوان الأمويين قد أشاعوا عن الحسين اعتزامه للمبايعة ليلزموا بالبيعة أصحابه من بعده، و يسقطوا حجتهم في مناهضة الدولة الاموية .. و أيا كانت الحقيقة في هذه الدعوى فهي تكبر مأثمة عبيد اللّه و شمر و لا تنقص منها. و لقد كانا على العهد بمثليهما .. كلاهما كفيل أن يحول بين صاحبه و بين خالجة من الكرم تخامره أو تغالب اللؤم الذي فطر عليه، فلا يصدر منهما إلّا ما يوائم لئيمين لا يتفقان على خير ..

و كأنما جنح عبيد اللّه إلى شي‌ء من الهوادة حين جاءه كتاب عمر بن سعد، فابتدره شمر ينهاه و يجنح إلى الشدة و الاعتساف، فقال له: أتقبل هذا منه و قد نزل بأرضك و إلى جنبك! و اللّه لئن رحل‌

نام کتاب : إحقاق الحق و إزهاق الباطل نویسنده : التستري، القاضي نور الله    جلد : 33  صفحه : 655
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست