و قال أيضا في ص 36: كتابه عليه السلام إلى زياد بن أبيه:
و كان سعيد بن أبي سرح مولى حبيب بن عبد شمس شيعة لعلي بن أبي طالب عليه السلام، فلما قدم زياد الكوفة طلبه و أخافه، فأتى الحسن بن علي عليه السلام مستجيرا به، فوثب زياد على أخيه و ولده و امرأته فحبسهم، و أخذ ماله و نقض داره، فكتب الحسن بن علي عليه السلام إلى زياد: من الحسن بن علي إلى زياد: أما بعد، فإنك عمدت إلى رجل من المسلمين، له ما لهم، و عليه ما عليهم، فهدمت داره، و أخذت ماله، و حبست أهله و عياله، فإن أتاك كتابي هذا فابن له داره، و اردد عليه عياله و ماله، و شفّعني فيه فقد أجرته، و السلام.
ورد على سيدنا الحسن عليه السلام كتاب من زياد فقرأه و تبسم و كتب بذلك إلى معاوية، و جعل كتاب زياد عطفه، و بعث به إلى الشام، و كتب جواب كتابه كلمتين لا ثالثة لهما: من الحسن بن فاطمة إلى زياد بن سمية، أما بعد: فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال: الولد للفراش، و للعاهر الحجر، و السلام.
ما كتب عليه السلام لمعاوية في الصلح
رواه جماعة:
فمنهم العلامة محمد بن حسن الآلاني الكردي المتوفى 1189 ه في «رفع الخفا شرح ذات الشفا» (ج 2 ص 283 ط عالم الكتب و مكتبة النهضة العربية) قال: و صورة ما كتبه [الحسن] لمعاوية في الصلح: بسم اللّه الرحمن الرحيم هذا ما صالح عليه الحسن بن علي معاوية بن أبي سفيان، صالحه على أن يسلّم إليه ولاية
[1] و رواه القاضي عبد الجبار الهمداني المتوفى سنة 415 ه في كتابه «المنية و الأمل» ص 22 ط دار المعرفة الجامعية في الاسكندرية و رويناه أيضا في ج 11 ص 228 و مواضع أخرى في هذا السفر الشريف.