أرى فيئهم في غيرهم متقسما و أيديهم من فيئهم صفرات فإن قلت عرفا أنكروه بمنكر و غطوا على التحقيق بالشبهات قصارا منهم أن أذوب بغصة تردد بين الصدر و اللهوات كأنك بالأضلاع قد ضاق رحبها لما ضمنت من شدة الزفرات لقد خفت في الدنيا و أيام عيشها و إني لأرجو الأمن بعد وفاتي و منهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص 143 و النسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
و من أحسن ما قيل في هذا المعنى و ما مدح به أهل البيت القصيدة المشهورة الجامعة لهذه الأمور من المديح و الرثى و البكاء على أهل البيت و هي قصيدة دعبل ابن علي الخزاعي شاعر آل بيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و لم أظفر منها إلّا بهذا القدر و هو هذا:
مدارس آيات خلت من تلاوة و منزل وحي مقفر العرصات لآل رسول اللّه بالخيف من منى و بالركن و التعريف و الحجرات أ لم تر إني مذ ثلاثون حجة أروح و أغدو دائم الحسرات أرى فيئهم في غيرهم متقسما و أيديهم من فيئهم صفرات و آل رسول اللّه نحف جسومهم و آل زياد غلظ القصرات بنات زياد في الخدور نواعم و بنت رسول اللّه في الفلوات إذا وتروا مدّوا إلى واتريهم أكفا عن الأوتاد منقبضات و لو لا الذي أرجوه في اليوم أو غد تقطع قلبي أثرهم حسرات