responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحقاق الحق و إزهاق الباطل نویسنده : التستري، القاضي نور الله    جلد : 33  صفحه : 177

عظم ذلك و كبره زمن معاوية بعد موت الحسن. فقتلت شيعتنا بكل بلدة. و قطعت الأيدي و الأرجل على الظنة. و من يذكر بحبنا و الانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو هدمت داره. ثم لم يزل البلاء يزداد إلى زمان عبيد اللّه بن زياد قاتل الحسين. ثم جاء الحجاج فقتلهم كل قتلة و أخذهم بكل ظنة و تهمة. حتى أن الرجل يقال له زنديق أحب إليه من أن يقال شيعة علي).

و في عصر الباقر كان الحسن البصري الجسور (قاضي عمر بن عبد العزيز و شيخه الذي لا يهاب الخلفاء) إذا

روى عن أمير المؤمنين علي قال‌ (قال أبو زينب) ليخفي الاسم الذي لا خفاء له!

بل كان الشعبي شيخ المحدثين بالعراق يقول (ما ذا لقينا من آل علي إذا أحببناهم قتلنا و إذا أبغضناهم دخلنا النار).

و كان طبيعيا في دولة «هرقلية» أن يكون همها الملك لا الدين، تعاقب من تتوهم خطره عليها و تترك من تزندق، أن تزداد الاستهانة بالدين في مقابل السلام الذي تنشده الدولة، و البلهنية التي يؤثرها دعاة الدعة. بدأ ذلك من عهد معاوية و سيستمر استمرار فساد الدولة. و ستستبقيه لتصرف الناس عن الاهتمام بأهل بيت النبي، أو توقع بهم لفرطات تفرط من أحدهم، أو تعزى كذبا إليهم، منتهزة للفرص حينا، أو مفتعلة لها في أغلب الأحيان.

كانت الأوامر تصدر من بغداد إلى أرجاء الامبراطورية التي تدين لبني العباس، و منها مصر، أن (لا يقبل علوي ضيعة، و لا يسافر من الفسطاط إلى طرف من أطرافها.

و أن يمنعوا من اتخاذ العبيد إلّا العبد الواحد (و الرقيق يومذاك قوة العمل) و إن كانت بين العلوي و بين أحد خصومة فلا يقبل قول العلوي. و يقبل قول خصمه بدون بينة)! و كانوا يسفرون من الأطراف إلى العاصمة ليكونوا تحت الرقابة. بل أمر الرشيد أن يضمن العلويون بعضهم بعضا. و كانوا يعرضون على السلطان كل يوم، فمن غاب عوقب .. و كأن «أهل بيت النبي» جالية من العدو أو شرذمة من المشبوهين.

و لقد كان يكفي للحيطة أقل القليل من حاكم يريد أن يطمئن. و إنما كان ذلك‌

نام کتاب : إحقاق الحق و إزهاق الباطل نویسنده : التستري، القاضي نور الله    جلد : 33  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست