و كتب المنذر إليهما: أما بعد، فإنه لم يلحقني بأهل الخير إلا أن أكون خيرا من أهل الشر، و إنما أوجب حق عثمان اليوم حقّه أمس، و قد كان بين أظهركم فخذلتموه، فمتى استنبطتم هذا العلم، و بدا لكم هذا الرأى؟
فلما قرءا كتب القوم ساءهما ذلك و غضبا.
(الإمامة و السياسة 1/ 48) و قال أيضا في ص 323:
كتاب طلحة و الزبير إلى أهل الأمصار
و أصبح طلحة و الزبير و بيت المال في أيديهما، و الناس معهما، و بعثت عائشة: لا تحبسا عثمان بن حنيف و دعاه، ففعلا فخرج عثمان فمضى لطيّته، و ثار حكيم بن جبلة فيمن تبعه لنصرة ابن حنيف، و هو يقول: لست بأخيه إن لم أنصره، و جعل يشتم عائشة، و قالت عائشة: لا تقاتلوا إلا من قاتلكم، و نادوا من لم يكن من قتلة عثمان فليكفف عنا، فإنا لا نريد إلا قتله عثمان، و لا نبدأ أحدا، فأنشب حكيم القتال، و اقتتل الفريقان قتالا شديدا، و كان النصر لأصحاب عائشة.
ثم كتبوا إلى أهل الشأم بما صنعوا و صاروا إليه: إنا خرجنا لوضع الحرب، و إقامة كتاب اللّه عز و جل بإقامة حدوده في الشريف و الوضيع، و الكثير و القليل، حتى يكون اللّه عز و جل هو الذي يردّنا عن ذلك، فبايعنا خيار أهل البصرة و نجباؤهم.
و خالفنا شرارهم و نزّاعهم، فردّونا بالسلاح، و قالوا فيما قالوا: نأخذ أم المؤمنين رهينة أن أمرتهم بالحق و حثّتهم عليه، فأعطاهم اللّه عز و جل سنّة المسلمين مرة بعد مرة، حتى إذا لم يبق حجة و لا عذر استبسل قتلة أمير المؤمنين، فخرجوا إلى مضاجعهم، فلم يفلت منهم مخبر إلا حرقوص بن زهير، و اللّه سبحانه مقيده إن شاء اللّه، و كانوا كما وصف اللّه عز و جل، و إنا نناشدكم اللّه في أنفسكم إلا نهضتم بمثل ما