فممن ذكره محمد بن صباح الزعفراني (كما في كفاية الخصام ص 419 ط طهران) روى بسنده عن الشافعي عن أنس في قوله تعالى:فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ، ان على الصراط عقبة مظلمة طوله ثلاث آلاف سنة إلى أن قال: و أنا ممن يتجاوز عن تلك العقبة ثم على بن أبي طالب، ثم قال صلّى اللّه عليه و سلّم بما حاصله: انه لا يجاوز تلك العقبة بلا مشقة الا محمد و أهل بيته.
هذا ما ساعدنا المجال من ذكر الآيات الشريفة التي لم يذكرها المصنف (قده) و هي مذكورة في كتب القوم، روى نزولها في حق مولانا أمير المؤمنين و عترته الميامين فطاحلهم و رجالاتهم من المفسرين و المحدثين حفاظ السنة النبوية و نقلة الآثار المنيفة، و أنا جازم بأن هناك لو سبر المنقب النقاد في كتبهم و مسفوراتهم لظفر و وقف على أكثر مما أوردناه، أ فبعد ذلك يبقى ريب و تبلبل بال، حاشا ثم حاشا، فباللّه عليكم يا علماء المذاهب في الإسلام من الشوافع و الأحناف و الحنابل و الموالك أن تتأملوا فيها سندا و دلالة معرضين عن الهوى و دواعي النفس حتى يتبين الحق و ينجلي الصباح الأبلج و قد نص أرباب العلوم العقلية بأن الوقوف على الحقائق يفتقر إلى ارتياض النفس بتخليتها عن الشوائب و الشكوك و الهواجس و الميول، ثم تحليتها بالصفات الفاضلة و الخلال المرضية حتى يحصل تجلى الواقعيات على ما هو عليها و في نفس الأمر، فإلى متى و حتى متى تقليد السلف الذين لم تثبت عصمتهم من اتباع الهوى و انقيادهم إلى المشتهيات، بل ثبت خلافها كما هو لائح لمن جاس خلال كتبهم في التراجم و الرجال و الحديث و التاريخ و التفسير و الأقاصيص، و نرجو من فضله تعالى انتباهكم من هذه النومة سيما و العصر عصر تنور الأفكار و ازدياد القوى الدراكة، و العوام ليس بعوام بحت كالمقلدة في السالف الذيقال