شأن النّزول على الوجه الذي نقله المصنّف مذكور في تفسير الثّعلبي [1] و النقاش [2] و غيرهما [3]، فإنكاره على هذا كسائر إنكاراته الباردة الواردة في مواضع شتّى، و اما الاستدلال بالآية على المطلوب فمن وجهين، أحدهما الاستدلال بتوجه الصّلوات من اللّه تعالى إليه عليه السّلام، و قد زعم أهل السنة أنّ توجهها إلى شخص بانفراده مخصوص بالمعصوم فيدلّ على عصمته عليه السّلام و هو أحد المطالب، و ثانيهما الاستدلال بحصر كمال الاهتداء فيه عليه السّلام بقوله تعالى:وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ، و يؤيده قوله تعالىإِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ[4] في سورة هل أتى، و قوله تعالى،إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ[5] كما مرّ فيدلّ على الأفضلية، و هذا مطلب آخر،
[1] قد مرت ترجمته سابقا و تقدم نقل كلامه في ذيل الآية الكريمة فليراجع.
[2] هو العلامة ابو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هرون الموصليّ الأصل البغدادي المسكن المحدث المفسر القاري المقري الشهير له كتب منها ارم ذات العماد و الاشارة في غريب القرآن و دلائل النبوة و شفاء الصدور في التفسير يعرف بتفسير النقاش و المعجم الأوسط و المعجم الصغير و المعجم الكبير، الموضح في معاني القرآن و غيرها توفى سنة 350 و قيل 351 و قيل سنة 352 أورده الخطيب في كتابه و اثنى عليه.
ثم ان من مروياته ما
نقله بسنده عن أبى العباس من قضية جلوس الحسين عليه السّلام على فخذ النبي الأيمن و ابراهيم ابنه على فخذه الأيسر و انه صلّى اللّه عليه و آله كان يقبل هذا تارة و ذاك أخرى فنزل جبرئيل القصة
و ليعلم انه يعرف المترجم بابن النقاش أيضا لمكان شغل والده فلا تغفل.
[3] ممن تقدم نقل كلامهم في ذيل هذه الآية الشريفة فليراجع.