البيت حيث كانوا هم الخلفاء حقيقة، فربّما يجتمع النّاس معهم و يؤدي ذلك إلى أخذ الملك منهم، فصار القتل عليهم أسهل من التّساهل في حفظ الملك العقيم [1]، هذا لكن لا مجال لذلك السّؤال فيما قصده المصنف كما عرفت، حتى يحتاج في دفعه إلى هذا الجواب، و اللّه الموفق بالصواب.
عن ابن عباس [3] قال: سأل قوم النّبي صلّى اللّه عليه و آله فيمن نزلت هذه الآية؟ قال: إذا كان يوم
لو انهم أمروا بالبغض ما صنعوا فوق الذي صنعوا لوجد جدهم و هل هذه المظالم الا منبعثة من حب الجاه و التمكن على رقاب المسلمين و التفرعن على عباد اللّه الصالحين و لا غرو فإنها تراث أسلافهم (شنشنة اعرفها من اخزم) فأنشدك برب الراقصات ان تنعم النظر و تجول الفكرة في هذا المضمار و انه كيف تلطخت أيادي الجبابرة المتظاهرة بالإسلام بدماء آل الرسول و جنت بحرق بيوتهم و نهب أخبيتهم و هدم مساكنهم كل ذلك لانقياد الجناة و ذوى النفوس الامارة بالسوء ثم عليك بالتأمل في أنه هل يصلح من اقترف هذه الشنائع لتقمص الخلافة و الاستقرار على عريشتها كلا ثم كلا و لا أظن أن يرتاب فيه من انسلك في سلك الإنصاف و نأى بجانبه عن الاعتساف لم يحكم بالتحكم و لم يجعل نفسه عرضة للتهكم، عصمنا اللّه و جميع المسلمين من ذلك آمين آمين بحق طه المصطفى الامين.
[1] إشارة إلى العبارة المعروفة بين الناس (الملك عقيم) و ببالي انى وجدت في مجموعة ان اول من تكلم بذلك المأمون العباسي لما قتل أخاه الامين فقيل له كيف ذلك فأجاب بهذه الجملة فصارت من الكلمات السائرة الدائرة.
العلامة الحافظ أبو بكر بن مؤمن الشيرازي في رسالة الاعتقاد (كما في مناقب الكاشي المخطوط) روى عن ابن مسعود في قوله تعالىوَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ