الآية و لعل استدلال المصنف بتمام الآية، و إنّما اكتفى بذكر البعض اختصارا و اعتمادا على انصراف ذهن من فاز بتلاوة القرآن إلى الباقي، و كون باقى الصّفات المذكورة فيها إنّما يرتبط بعلي عليه السّلام دون الخلفاء الثّلاثة، و بالجملة قوله تعالى:رُكَّعاً سُجَّداً إخبار عن كثرة صلاته عليه السّلام و مداومته عليها، و سيجيء من الأحاديث و الأخبار ما يدلّ على أنّه عليه السّلام بلغ في ذلك مبلغا لم ينله غيره من الصحابة، فيكون أعبدهم كما أشار إليه أيضا أفضل المحقّقين «قدّس سرّه» في التّجريد [1] فيكون أفضل و هذا ما ادّعاه المصنّف.
الخامسة و الستونوَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا[2]، نزلت في [3] عليّ عليه السّلام، لأنّ نفرا من المنافقين كانوا يؤذونه و يكذبون عليه «انتهى».
[1] ذكره في المقصد الخامس عند تعرضه لكونه عليه السّلام ازهد الناس و أعبدهم و أحلمهم و أشرفهم و اطلقهم وجها و أقدمهم ايمانا حيث قال و روى انه قال عليه السّلام على المنبر بمشهد من الصحابة أنا الصديق الأكبر آمنت قبل ايمان أبى بكر و أسلمت قبل أن اسلم و لم ينكر عليه منكر فيكون افضل من أبى بكر
نقله جم غفير و جمع كثير و نورد هنا اسماء من وقفنا على كلامه في حال التحرير «فمنهم» العلامة أبو عبد اللّه محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 671 أورد في تفسيره المشهور (الجامع لأحكام القرآن ج 14 ص 240 ط القاهرة 1357 ه) رواية تدل على أن الآية الشريفة نزلت في على، فان المنافقين كانوا يؤذونه و يكذبون عليه «و منهم» البيضاوي في تفسيره (ج 4 ص 47 ط مصطفى محمد بمصر) ذكر نزولها في المنافقين الذين يؤذون عليا رضى اللّه عنه