عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ، كان حاجة الامة إليه أمس في الاتباع و أخصّ في الانتجاع [1]، لحاجتها إلى معرفة الحلال و الحرام و الواجب و المندوب في جميع الأوامر و النّواهى إلى غير ذلك ممّا يشتمل عليه الكتاب، لأنّه عليه السّلام المبيّن لجميع ذلك، و الاتباع لطريق النّجاة من الضلال و السّلوك محجّة البيضاء، لا يحصل الّا بأخذ البيان ممّن هو موثوق به قد نبّه اللّه و رسوله عليه، و في الاتباع لغيره عكس جميع ذلك المذكور لعدم العلم به عقلا و سمعا، فيكون هو أولى بامامة الامّة.
[الثامنة و العشرون قوله تعالى:يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ]
قال المصنّف رفع اللّه درجته
الثامنة و العشرون قوله تعالى:يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ[2]
قال ابن عبّاس [3] عليّ عليه السّلام و أصحابه «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول: ظاهر الآية يدلّ على أنّها في جماعة يكونون مع النّبي صلّى اللّه عليه و سلّم في الآخرة و علي من جملتهم، لانّ عدم الخزيان في القيامة لا يختص بالنبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم و علي، بل خواص أصحابه داخلون في عدم الخزيان، و إن سلّم لا يثبت النص المطلوب «انتهى»
[1] يقال تنجع و انتجع و استنجع القوم الكلاء ذهبوا لطلبه في مواضعه.
رواه العلامة المير محمد صالح الكشفى الترمذي عن المحدث الحنبلي أن هذه الآية في شأن على و محبيه.
نقل عن ابن مردويه بسنده عن ابن عباس أن أول من يكتسي حلل الجنة سيدنا ابراهيم الخليل عليه السلام لكونه خليل الرحمن، ثم نبينا محمد صلّى اللّه عليه و سلم لاصطفاء اللّه إياه، ثم على و هو بينهما يمشون إلى الجنة؛ ثم قال: المراد من قوله:الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، الآية، على و أصحابه رضى اللّه عنهم.