أقول: جمهور المفسرين على أنّ المراد به علماء اليهود الذين أسلموا كعبد اللّه بن سلام و أضرابه، و قيل المراد به أيضا هو اللّه تعالى، و يكون جمعا بين الوصفين، و أما نزوله في شأن علي فليس في التفاسير و إن سلّمنا لا يستلزم المطلوب «انتهى»
أقول [القاضى نور اللّه]
اعترض على القول بأنّ المراد عبد اللّه بن سلام و أضرابه بأن إثبات النّبوة بقول الواحد و الاثنين مع جواز الكذب على أمثالهم لكونهم غير معصومين لا يجوز و عن سعيد ابن جبير [1] انّ السّورة مكية و ابن سلام و أصحابه آمنوا بالمدينة بعد الهجرة كذا في تفسير النيشابوري [2]
و بركاته من المعارف و الحكم في تأويلات كتاب اللّه و أسراره.
[1] قد مرت ترجمته و أنه من الاجلة و من حوارى آل الرسول و محبيهم، فراجع (ج 2 ص 217) و ذكره السيوطي في كتاب الإتقان (ج 1 ص 13 ط مصر) فراجع إلى تعاليقنا في ذيل الآية ما نقلنا عن السيوطي و عن العلامة المفسر المشهور أبي عبد اللّه محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي في (ج 9 ص 336 ط القاهرة) فتجد فيها شفاء الصدور قال: كيف يكون عبد اللّه بن سلام و هذه السورة مكية و ابن سلام ما أسلم الا بالمدينة ذكره الثعلبي، و قال ابن جبير: السورة مكية و ابن سلام أسلم بالمدينة بعد هذه السورة فلا يجوز أن تحمل هذه الآية على ابن سلام.
و قال الحافظ العلامة الشيخ بدر الدين أبو محمد محمود بن أحمد العيني المتوفى سنة 855 في كتابه (عمدة القاري في شرح صحيح البخاري ج 16 ص 274) في باب مناقب عبد اللّه بن سلام بتخفيف اللام: انه أحد الأحبار أسلم إذ قدم المدينة.
[2] فراجع إلى تفسير النيشابوري المطبوع بهامش تفسير الطبري (ج 13 ص 65 ط مطبعة الميمنية بمصر) فراجع.