أقول: جماهير أهل السنّة على أنّ الآية نزلت في أبى بكر الصدّيق، و إن صحّ نزولها في عليّ المرتضى، فهو من فضائله و لا تدلّ على النّص «انتهى».
أقول [القاضى نور اللّه]
قد نقل صاحب كشف الغمة [1] الرّواية التي ذكرها المصنّف عن الحافظ أبى بكر [2] موسى بن مردويه و روى الحافظ [3] أيضا عن أبى جعفر عليه السّلام، و أما نزول ذلك في شأن أبي بكر كما ادّعاه النّاصب، فهو شيء قد تفرد به فخر الدّين الرّازي، لمجرّد ملاحظة مناسبة التّصديق المذكور في الآية، لما وضع [4] أولياء أبي بكر من لقب الصّديق عليه، و هذا دأب الرّجل في تفسير كثير من الآيات كما لا يخفى على المتتبع البصير،وَ لا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ[5]، و لو حاولوا إثبات وجود هذه الرّواية في شيء من كتب المتقدمين على الرّازي بلا استعمال كذب و مين، لرجعوا بخفّي حنين [6]، و من وقاحات الرّازي أنّه لم يكتف في ذلك بالكذب على اللّه
[1] قد تقدم قبيل هذا نقل العلامة الآلوسى في روح المعاني عن ابن مردويه فراجع.
[6] إشارة إلى المثل الشهير رجع بخفي حنين قال الميداني في المجمع (ص 171 طبع القاهرة) ما لفظه: قال أبو عبيدة أصله ان حنينا كان اسكافا من أهل الحيرة فساومه أعرابى بخفين فاختلفا حتى أغضبه فأراد غيظ الأعرابي فلما ارتحل الأعرابي أخذ حنين أحد خفيه و طرحه في الطريق، ثم القى الآخر في موضع آخر فلما مر الأعرابي بأحدهما