لعلي عليه السّلام ثلاثة لو كانت لي واحدة منها لكانت أحبّ إلىّ من حمر النعم، تزويجه بفاطمة عليها السّلام و إعطاءه الرّاية يوم خيبر، و آية النّجوى «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول: هذا من رواية أهل السّنة و أنّ آية النّجوى لم يعمل به إلّا عليّ عليه السّلام، و لا كلام في أنّ هذا من فضائله التي عجزت الألسن عن الإحاطة بها، و لكن لا يدلّ على النّص على إمامته «انتهى».
أقول [القاضى نور اللّه]
إنّما استدّل المصنّف بها على الأفضلية و وجه الاستدلال: أنّه سبق ساير الصّحابة إلى العمل بمضمونها، و بعد عمله بها نسخت [1] عنهم، فيكون نزولها بيانا لأفضليّته عليهم و مسارعته إلى قبول أوامر اللّه عزّ و جل، و العمل بها قبلهم، فيكون أفضل، و لهذا تمنّاها ابن عمر [2]، و ربما يستدلّ من هذا على كذب ما يدّعيه أهل السنّة من أنّ أبا بكر كان ذا مال، و أنّه كان يصرف ماله في سبيل اللّه و ذلك، لأنّه إذا بخل أبو بكر بدرهم أو درهمين يقدّمه بين يدي نجوى النّبى صلّى اللّه عليه و سلّم و فارق النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و النّظر إلى وجهه الكريم و ما يفيده خطابه الفهيم مقدار عشرة ليال، كما نقله ابن المرتضى [3]
[1] كما تقدم في تعاليقنا على كلام المصنف في المقام فراجع.
[2] و قد ذكرنا مدارك صدور هذا الكلام من ابن عمر فراجع.
[3] هو العلامة السيد عز الدين محمد بن ابراهيم الوزير ابن على المرتضى بن المفضل ابن المنصور الحسنى اليماني الفقيه المحدث المتكلم الأصولي ولد في «شظب من جبال اليمن» سنة 775 و توفى بالطاعون في اليمن سنة 840، و من الغريب أنه ترك مذهب الزيدية مسلك أسلافه و تسنن و جادلهم و كتب الرد عليهم، و كان زائد في الجدل، له كتب منها العواصم و القواصم في الذب عن سنة أبى القاسم أربعة أجزاء في الرد على الزيدية