ثم إن بشارات الأنبياء و الشارعين قد ظهر تأويلها بظهور خاتم الأنبياء و المرسلين، و لهذا لم يرد في الدين الإسلامي بشارة بشارع آخر يأتي بعد نبيه، بل ورد فيه أن الرسالة قد تمت، و النبوة قد ختمت، و الوحي قد انقطع فلن يعود، كما ورد:
في الحديث الشريف مخاطبا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه حين استخلفه في المدينة في إحدى الغزوات و رغب علي في الاستصحاب أنه قال صلّى اللّه عليه و سلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
ثم يقول مؤلف الكتاب:
و لكن سيطرأ على الناس فساد ينحرفون به عن هدى هذا الدين القويم زمنا فيظهر رجل من آل بيت نبي الأمة يحيي الشرع و يقيم العدل و يرجع الناس إلى الحكم بكتاب اللّه المنزل على محمد صلّى اللّه عليه و سلم، و ما ثبت من سنته الشريفة. يقفو أثره لا يخطئ.
عرض قضية المهدي على العقل
من حق كل مسلم بل من واجبه أن يقول لنفسه: هل هناك مانع عقلي من أن يبعث اللّه يوما رجلا مصلحا يعيد إلى الإسلام شبابه و حيويته و يمنحه من القوة ما يطهّر به أرض الإسلام و المسلمين من الخبائث حين تتفشّى و تهدد أوطان المسلمين؟! لقد وعدنا رسولنا صلّى اللّه عليه و سلم