و يا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني، و يا من رآني على الخطايا فلم يفضحني، و يا ذا النعماء التي لا تحصى، و يا ذا الأيادي التي لا تنقضي، أستدفع مكروه ما أنا فيه، و أعوذ بك من شرّه يا أرحم الراحمين (ابن النجار).
دعاء آخر له عليه السلام
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري في «مختصر تاريخ مدينة دمشق» (ج 8 ص 321 ط دار الفكر بدمشق) قال:
قال رزام (أبو القسر الكاتب مولى خالد القسري): بعث بي المنصور إلى جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام، فلما أقبلت به إليه و المنصور بالحيرة و علونا النجف، نزل جعفر بن محمد عن راحلته فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فصلى ركعتين، ثم رفع يديه. قال رزام: فدنوت منه فإذا هو يقول: اللهم بك أستفتح و بك أستنجح و بمحمد عبدك و رسولك أتوسل، اللهم سهّل حزونته و ذلّل لي صعوبته و أعطني من الخير أكثر مما أرجو و اصرف عني من الشرّ أكثر مما أخاف.
ثم ركب راحلته، فلما وقف بباب المنصور و أعلم أصحابه فتحت له الأبواب و رفعت الستور، فلما قرب من المنصور قام إليه فتلقاه و أخذ بيده و ما شاه حتى انتهى به إلى مجلسه، فأجلسه فيه، ثم أقبل عليه يسأله عن حاله، و جعل جعفر يدعو له، ثم قال:
قد عرفت ما كان مني في أمر هذين الرجلين يعني محمدا و إبراهيم ابني عبد اللّه بن الحسن و بري كان بهما و استخفيا عني و أخاف أن يشقّا العصا و أن يلقيا بين أهل هذا البيت شرّا لا يصلح أبدا، فأخبرني عنهما. فقال له جعفر: و اللّه لقد نهيتهما فلم يقبلا، فتركتهما كراهة أن أطلع على أمرهما، و ما زلت خاطبا في جعلك مواظبا على طاعتك.
قال صدقت، و لكنك تعلم أنني أعلم أن أمرهما لن يخفى عنك و لن تفارقني إلا أن