قال العلامة الشريف السيد محمد بن عبد الرسول البرزنجي الحسيني الموسوي الشافعي الشهرزوري المدني المتوفى بها سنة 1103 في كتابه «الاشاعة لا شراط الساعة» (ص 24 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال:
و جاء من طرق صحح الحاكم بعضها: أن جبريل- و في رواية ملك القطر- جاء الى النبي صلى اللّه عليه و سلم فأخبره أن الحسين مقتول، و أراه من تربة الأرض التي يقتل فيها، فأعطاها لأم سلمة و أخبرها أن يوم قتله يتحول دما، فكان كذلك. و شم صلى اللّه عليه و سلم ذلك فقال: ريح كرب و بلاء، و سببه أنه لما مات الحسن أخذ معاوية البيعة ليزيد من أهل الشام و جاء حاجا فأراد أن يأخذها من أهل الحجاز من المهاجرين و الأنصار، فامتنعوا و قالوا: إن كان لك رغبة فيها فهي لك، و إن سئمتها فردها على المسلمين. فلما مات معاوية و بويع ليزيد بالشام و غيرها، أرسل يزيد لعامله بالمدينة أن يأخذ له البيعة على الحسين، فهرب الحسين الى مكة خوفا عن نفسه، فأرسل اليه أهل الكوفة أن يأتيهم ليبايعوه، فنهاه ابن عباس و ذكر له غدرهم و قتلهم لأبيه و خذلانهم لأخيه و أمره أن لا يذهب بأهله، فأبى فبكى ابن عباس و قال:
وا حسيناه. و قال له ابن عمر نحو ذلك فأبى، فقبل بين عينيه و قال: أستودعك اللّه من قتيل.
و كذلك نهاه ابن الزبير، بل لم يبق بمكة أحد إلا حزن لمسيره.
و لما بلغ أخاه محمد بن الحنفية بكى حتى ملأ طستا بين يديه، و قدم أمامه مسلم بن عقيل فبايعه من أهل الكوفة اثنا عشر ألفا أو أكثر، و أرسل إليه يزيد ابن زياد و حرضه على قتله، و أخذوا مسلم بن عقيل فقتلوه، و تفرق المبايعون.
و سار الحسين غير عالم بذلك، فلقي الفرزدق فسأله فقال: قلوب الناس معك و سيوفهم مع بني أمية و القضاء ينزل من السماء.
و لما قرب من القادسية تلقاه من أخبره الخبر و أمره بالرجوع، فقالت إخوة مسلم بن عقيل: و اللّه لا نرجع حتى نأخذ بثارنا أو نقتل. فقال: لا خير في الحياة بعدكم. ثم سار فلقيه أوائل خيل ابن زياد، فعدل الى كربلاء، فجهز اليه ابن زياد عشرين ألف مقاتل، فلما وصلوا اليه طلبوا منه النزول على حكم ابن زياد و المبايعة ليزيد، فقال: دعوني أذهب الى يزيد. فأبى