قد تقدم نقل ما يدل على جانب من كرمه عليه السلام و مكارم أخلاقه عن أعلام العامة في ج 11 ص 431، و نستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور الافريقي المتوفى سنة 711 في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج 7 ص 31 ط دار الفكر) قال:
لم يخب اليوم من رجاك و من حرك من خلف بابك الحلقة فأنت ذو الجود و أنت معدنه أبوك قد كان قاتل الفسقة
قال: و كان الحسين بن علي واقفا يصلي، فخفف من صلاته و خرج الى الأعرابي، فرأى عليه أثر ضرّ و فاقة، فرجع فنادى بقنبر، فأجابه: لبيك يا بن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم. قال: ما تبقى معك من نفقتنا؟ قال: مائتا درهم أمرتني بتفريقها في أهل بيتك. قال: فهاتها فقد أتى من هو أحق بها منهم، فأخذها من قنبر و خرج فرفعها الى الأعرابي و أنشأ يقول:
خذها فاني إليك معتذر و اعلم بأني عليك ذو شفقة لو كان في سيرنا عصا تمد إذا كانت سمانا عليك مندفقة لكنّ ريب المنون ذو نكد و الكف منا قليلة النفقة فأخذها الأعرابي و ولّى و هو يقول:
مطهرون نقيات جيوبهم تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا