responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحقاق الحق و إزهاق الباطل نویسنده : التستري، القاضي نور الله    جلد : 2  صفحه : 34

أما كان يستحي من ناظر في كتابه، و مثله [1] في هذا العمل كمثل من جمع السهام في وقعة حرب و كانت تلك السّهام قتلت طائفة من أهل عسكره فأخذ السهام من بطون أصحابه، و من صدورهم و أفخاذهم، ثمّ يفتخر أنّ لنا سهاما قاتلة للرّجال و لم يعلم أنّ هذه السهام قتلت أحبابه و أعوانه، نعوذ باللّه من الجهل و التعصب، ثمّ جعل هذه الآيات دليلا على مذهبهم الباطل من باب إقامة الدليل في غير محلّ النزاع فإنّا لا ننكر أنّ للفعل نسبة و إضافة إلى الفاعل و نسبة و إضافة إلى الخالق كالسواد فانّ له إضافة إلى الأسود لأنه محلّه و إلى الخالق الذي خلقه في الأسود حتّى صار به أسود، فقوله تعالى:فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا* فيه إضافة الكفر إلى العبد، و لا شكّ أنه كذلك، و ليس لنا فيه نزاع أصلا و الكلام في الخلق لا في الكسب و المباشرة و قوله تعالى:فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ‌، لا شكّ أنّ الكتابة تصدر من يد الكاتب و هذا محسوس لا يحتاج إلى الاستدلال، و الكلام في الخلق و التأثير فنقول:

الكتابة كسب العبد و خلق الحقّ ألم يقرأ هذا الرّجل آخر هذه الآية؟ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا، فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَ وَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ‌ صرّح بالكسب و أنّ كتابتهم كسب لهم، لا أنه خلق لهم، و قس عليه باقي الآيات المذكورة «انتهى».

أقول [القاضى نور اللّه‌]

نعم هذا معنى النّص لكن لا يلزم أن يكون حصول التّنصيص على المقصود من مجرّد مفهوم اللّفظ مع قطع النّظر عن القرائن الدّاخلة و الخارجة من مقتضيات الحال و المقال، كما يفهم من كلام النّاصب موافقا بجماعة زعموا مثله و بنوا عليه الحكم بندور النص في الكتاب و السنّة، فانّ هذا مردود عند المحقّقين منّا و منهم فقد


[1] المثل ما شبه مضربه بمورده.

نام کتاب : إحقاق الحق و إزهاق الباطل نویسنده : التستري، القاضي نور الله    جلد : 2  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست