غدا يوم القيامة و هو يوجب الكفر و الإلحاد، و أىّ عذر لهم عن ذلك و عن الخروج عن الكفر و الإلحاد؟ فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا، [1] هذه حجّتهم تنطق بصريح الكفر على ما ترى، و تلك الأقاويل التي قد عرفت أنّه يلزم منها نسبة اللّه تعالى إلى كلّ خسيسة و رذيلة تعالى اللّه عن ذلك علوّا كبيرا، فليحذر المقلد و ينظر كيف هؤلاء القوم الذين يقلدونهم، فان استحسنوا لأنفسهم بعد البيان و الإيضاح اتباعهم كفاهم بذلك ضلالا، و إن راجعوا عقولهم و تركوا اتّباع الأهواء عرفوا الحقّ بعين الإنصاف وفقهم اللّه تعالى لاصابة الصّواب «انتهى».
قال النّاصب خفضه اللّه
أقول: قد عثرت على ما فصّلناه في دفع اعتراضاته المسروقة المنحولة إلى نفسه من كتب الأشاعرة و من فضلات المعتزلة، و مثله مع المعتزلة في لحس فضلاتهم [2]
[1] اقتباس من قوله تعالى في سورة النساء. الآية 78.
[2] اللّه اكبر من صنيع هذا الشقي ليت امه ولدت حية تسعى بدل هذا المولود الذي اخجل أهل الفضل و التصنيف، بل طأطأ هامات المسلمين فكأنه غير معتقد بالمعاد و القضاء العدل هناك، و كأنه لم يقرأ قوله تعالى في الكتاب العزير:ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ، و قوله سبحانه:إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ و غيرهما من الآيات الشريفة.
و كأنه لم يسمع من محدثيهم و لم ير في كتبهم هذه الأحاديث.
روى الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد بن على بن حجر المكي الهيتمى في كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر (ج 1 ص 109 طبع مصر) عن الترمذي و ابن حبان قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلم: الحياء من الايمان و الايمام في الجنة، و البذاء اى الفحش من الجفاء و الجفاء في النار. و روى عن أحمد قوله صلعم: ان الفحش و التفحش ليسا من الإسلام في شيء
إلخ و غيرهما من الآثار النبوية المودعة في زبرهم و صحفهم.
و انى مع كثرة اطلاعى على كتب المسلمين و وقوفي عليها لم أر الى الآن فيها مثل كتاب