لابدّ في تحديد مفهوم العدالة من البحث أوّلاً عن أنّها صرف الفعل والترك ، أو يعتبر في تحقّق مفهومها ثبوت الملكة بنفسها أو مع اقترانها بالفعل والترك ، وثانياً عن أنّ العدالة سواء اعتبرت فيها الملكة أم لا هل يكفي في تحقّقها الارتداع عن الكبائر فحسب أو يشترط فيها الارتداع عن مطلق المعاصي صغيرة كانت أو كبيرة ؟ وثالثاً هل يعتبر في مفهوم العدالة تحقّق المروّة أيضاً زائداً على الارتداع عن المعاصي مجرّداً أو عن ملكة أو لا يعتبر فيه ذلك ؟ وكيف يمكن إثبات العدالة ؟
فهاهنا جهات أربع :
الجهة الاُولى : ما المراد بالعدالة ؟
العدالة في اللغة هي : الاستقامة والاستواء ، فمفهومها لغة استقامة الانسان في أحواله وأفعاله ، أمّا في الشرع فقد ذكرت في تحديدها الشرعي أقوال خمسة ترجع في محصّلها إلى قولين كما سوف نشير ، أمّا الأقوال الخمسة فهي مايلي :
القول الأول : إنّها « كيفيّة نفسانيّة باعثة على ملازمة التقوى أو عليها وعلى المروّة » فهي على هذا عبارة عن نفس الملكة التي تترتّب عليها في العادة ملازمة التقوى والمروّة ، وهذا هو المشهور بين المتأخّرين .