وبعد ، فيقول العبد الفقير الراجي لشفاعة النبيّ وعترته ، الملتجئ (12)ابن المرحوم غياث الدين محمّد الخوانساري ؛ محمّد إبراهيم ـ هداه اللّه إلى سويّ الصراط ، وسهّل عليه وعلى والديه طيّ الصراط ـ : هذه مسألة عامّة البلوى ، غير محقّقة في كتب الأصحاب مع الإشكال في تحقيقها ، أحببت إيراد ما اطّلعت عليه من الدلائل والأقوال في تنقيحها ؛ لكي يستفيد الناظر المدقّق بالنظر إليها من المذاهب حقّها وحقيقتها .
قال اللّه ـ عزّ سلطانه وجلّ شأنه ـ في كتابه الكريم ، الحريّ بالاستماع والتعظيم ، في آخر سورة الأعراف : {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } (13).
[المراد من الإنصات لغةً]
قال أمين الدين العلاّمة الطبرسي في مجمع البيان : « الإنصات : السكوت مع استماع . قال ابن الأعرابي : نَصَتَ وأنْصَتَ وانْتَصَتَ : أستمع الحديثَ وسَكَتَ ، وأنْصَتَه وأنْصَتَ له ، وأنْصَتَ الرجلُ : سَكَتَ ، وأنْصَتَه غيرُه ، عن الأزهري » (14). انتهى .
وقال نظام الدين النيشابوري : « قال الواحدي : الإنصات : ترك الجهر للاستماع (15)عند العرب » (16).
وقال في كنز العرفان : « لم أجد أحداً من المفسّرين فرّق بين الاستماع والإنصات ، والذي يظهر لي أنّ « استمع » بمعنى « سمع » ، والإنصات : توطين النفس على الاستماع مع السكوت » (17). انتهى .
(12)كذا في الأصل ظاهراً ، والكلمة غير واضحة . (13)الأعراف :204. (14)مجمع البيان 2 : 515. (15)لم ترد «للاستماع» في المصدر . (16)تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان 3 : 368. (17)كنز العرفان 1 : 195.