responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه اهل بیت علیهم السلام - عربی نویسنده : موسسه دائرة المعارف فقه اسلامی    جلد : 1  صفحه : 2

فكلّ قضية وإن بلغت أقصى مراتب القداسة لا بدّ وأن تقف بين يدي حكومة العقل لتكتسب شرعيّتها كقضية تستحق أن تحتلّ مساحة في الوجود الذهني ويسوغ لها أن تمدّ أذرعها إلى واقع الحياة . . وبهذه الروح أطلّت رسالتنا العظيمة على العالم . . وعلى هذا النسق كانت تُتابع النبوّة خطواتها في مشروع صناعة الاُمّة النموذجية . . وعلى هذا الإيقاع نفسه سار الرعيل المعصوم من أهل بيت الوحي والعصمة في تتميم الشوط الحضاري الذي بدأه الرسول الأكرم (صلى‌ الله ‌عليه ‌و ‌آله ‌و سلم) . . حتى علا صرح مدرسة أهل البيت (عليهم ‌السلام) على أرضية محكمة .. وتشخّصت معـالم طريقتهم المثلى .

ففي الحقل العقائدي حقّقت هذه المدرسة تفوّقاً واضحاً في تثبيت دعائم العقيدة الصحيحة على اُسس موثّقة وركائز راسخة . . جلّت أن تخالطها الرؤى النسبية . . وتنزّهت أن تمازجها إيحاءات اللاّ معقول . . فطفقت مهيمنة على من سواها من الاتّجاهات الفكرية . . فترى علياً (عليه ‌السلام) يجيب عن مسائل في غاية التعقيد وهو على منبر الكوفة بدقّة وعمق بالغَين ولم تشغله صياغة البيان عن صناعة البرهان . . ممّا أثار استغراب كثير من الباحثين الجدد . . فقد بهت بعضهم عندما اطّلع على تلك البيانات الدقيقة والرؤى‌العميقة التي لا تتلائم والحالة البدائية‌التي يعيشها المجتمع آنذاك.

ولقد جنى بعض على الفكر والحقيقة فبدلاً من أن يحلّل هذه الظاهرة الفذّة تحليلاً سليماً أخذ يشكّك في صحّة صدور مثل ذلك عن أهل البيت (عليهم ‌السلام) . . وقد غاب عنه أنّ أهل البيت (عليهم ‌السلام) قد زقّوا العلم زقّاً وورثوا هذه العلوم عن رسول اللّه‌ (صلى‌ الله ‌عليه ‌و ‌آله ‌و سلم) الذي علّمه شديد القوى .. ولا ينطق عن هوى .. من هنا نجد أنّ سجلّ الأفكار حافلٌ بالشموخ العلمي الذي تحلّى به الأئمة (عليهم ‌السلام) رغم اختلاف المقاطع الزمنية التي عاشوها وتلوّن الظروف السياسية والاجتماعية وتباين أوضاعهم الخاصّة حتى أذعن لفضلهم وعظمتهم القريب والبعيـد . . ورشـف من نمير وِردهم الصافي العامة وأهل الخاصّة.




نام کتاب : فقه اهل بیت علیهم السلام - عربی نویسنده : موسسه دائرة المعارف فقه اسلامی    جلد : 1  صفحه : 2
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست