الشهيد آية اللّه السيّد محمّدباقر الصدر (قدس سره)
قرابة عقدين أو أكثر يمرّ على هذا المقال . . وقفت على أعتابه فقرأت كلمات . . وسحرتني كلماته فسرّحت بفكري في رياض عباراته وظننت أنّه كُتب قبل أيّام . . وواصلت تجوالي في فِناء نظرياته وفي أواسط الطريق اطمأننت أنّه قد كتب الآن . . وما ان فرغت من آخر كلمة فيه حتى تيقّنت أنّه قد سبق الزمن . . فعرفت أنّ الفكر الحرّ أسمى من أن تحدّه أرض أو زمان .
إنّ حركة الاجتهاد تتحدّد وتكسب اتجاهاتها ومعالمها على أساس عاملين وهما : عامل الهدف وعامل الفنّ ، ومن خلال ما يطرأ على هذين العاملين من تطوّر أو تغيير تتطوّر الحركة نفسها .
وأقصد بالهدف : الأثر الذي تتوخّى حركة الاجتهاد ويحاول المجتهدون تحقيقه وإيجاده في واقع الحياة . واُريد بالفنّ : درجة التعقيد والعمق في أساليب الاستدلال التي تختلف في مراحل الاجتهاد تبعاً لتطوّر الفكر العلمي .
ونحن حين نريد أن ندرس الاتجاهات المستقبلة لحركة الاجتهاد أو نتنبّأ