فَقَالَ الْخَبَّاتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَشْتَرِي مِنِّي أَيْضاً دِينِي! فَأَتَمَّهَا لَهُ وَ أَلْحَقَهُ بِالْأَحْنَفِ، فَلَمْ يَأْتِ عَلَى الْخَبَّاتِ أُسْبُوعٌ حَتَّى مَاتَ وَ رُدَّ الْمَالُ بِعَيْنِهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ يَرْثِي الْخَبَّاتَ:
أَ تَأْكُلُ مِيرَاثَ الْخَبَّاتِ ظُلَامَةً[1] وَ مِيرَاثُ حَرْبٍ جَامِدٌ لَكَ ذَائِبُهُ
أَبُوكَ وَ عَمِّي يَا مُعَاوِي أَوْرَثَا
تُرَاثاً فَيَخْتَارُ التُّرَاثَ أَقَارِبُهُ
وَ لَوْ كَانَ هَذَا الدِّينُ فِي جَاهِلِيَّةٍ
عَرَفْتَ مِنَ الْمَوْلَى الْقَلِيلُ حَلَائِبُهُ[2]
وَ لَوْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ فِي غَيْرِ مُلْكِكُمْ
لَأَدَّيْتَهُ أَوْ غَصَّ بِالْمَاءِ شَارِبُهُ
فَكَمْ مِنْ أَبٍ لِي يَا مُعَاوِي لَمْ يَكُنْ
أَبُوكَ الَّذِي مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ يُقَارِبُهُ.
146 وَ رَوَتْ[3] بَعْضُ الْعَامَّةِ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، قَالَ حَدَّثَنِي الْأَحْنَفُ، أَنَّ عَلِيّاً (ع) كَانَ يَأْذَنُ لِبَنِي هَاشِمٍ وَ كَانَ يَأْذَنُ لِي مَعَهُمْ، قَالَ، فَلَمَّا كَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الصُّلْحَ فَامْحُ عَنْكَ اسْمَ الْخِلَافَةِ، فَاسْتَشَارَ بَنِي هَاشِمٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ: انْزَحْ هَذَا الِاسْمَ نَزَحَهُ اللَّهُ قَالُوا فَإِنَّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ لَمَّا كَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) وَ بَيْنَهُمْ مَا كَانَ، كَتَبَ هَذَا مَا قَضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَهْلَ مَكَّةَ، كَرِهُوا ذَلِكَ وَ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا مَنَعْنَاكَ أَنْ تَطُوفَ بِالْبَيْتِ، قَالَ: فَكَيْفَ إِذَا قَالُوا اكْتُبْ هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ
[1]- في ج و الترتيب: طلاية. و في أسد الغابة: فما بال ميراث الحتات اكلته.
[2]- في الترتيب: خلايبه. و في أسد الغابة: من المرء القليل خلايبه.
[3]- و روى- خ.