فِي دَرَجَتِي. قَالَ، وَ كَانَ مِيثَمٌ يَمُرُّ بِعَرِيفِ قَوْمِهِ وَ يَقُولُ يَا فُلَانُ كَأَنِّي بِكَ وَ قَدْ دَعَاكَ دَعِيُّ بَنِي أُمَيَّةَ ابْنُ دَعِيِّهَا فَيَطْلُبُنِي مِنْكَ أَيَّاماً، فَإِذَا قَدِمْتُ عَلَيْكَ ذَهَبْتَ بِي إِلَيْهِ حَتَّى يَقْتُلَنِي عَلَى بَابِ دَارِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الرَّابِعِ ابْتَدَرَ مَنْخِرَايَ دَماً عَبِيطاً[1]، وَ كَانَ مِيثَمٌ يَمُرُّ بِنَخْلَةٍ فِي سَبِخَةٍ فَيَضْرِبُ بِيَدِهِ عَلَيْهَا وَ يَقُولُ يَا نَخْلَةُ مَا غُذِّيتَ إِلَّا لِي وَ مَا غُذِّيتُ إِلَّا لَكَ، وَ كَانَ يَمُرُّ بِعَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ وَ يَقُولُ يَا عَمْرُو إِذَا جَاوَرْتُكَ فَأَحْسِنْ جِوَارِي، فَكَانَ عَمْرٌو يَرَى أَنَّهُ يَشْتَرِي دَاراً أَوْ ضَيْعَةً لَزِيقَ ضَيْعَتِهِ فَكَانَ يَقُولُ لَهُ عَمْرٌو لَيْتَكَ قَدْ فَعَلْتَ! ثُمَّ خَرَجَ مِيثَمٌ النَّهْرَوَانِيُّ إِلَى مَكَّةَ فَأَرْسَلَ الطَّاغِيَةُ عَدُوُّ اللَّهِ ابْنُ زِيَادٍ إِلَى عَرِيفِ مِيثَمٍ فَطَلَبَهُ مِنْهُ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ بِمَكَّةَ، فَقَالَ لَهُ لَئِنْ لَمْ تَأْتِنِي بِهِ لَأَقْتُلَنَّكَ، فَأَجَّلَهُ أَجَلًا، وَ خَرَجَ الْعَرِيفُ إِلَى الْقَادِسِيَّةِ يَنْتَظِرُ مِيثَماً، فَلَمَّا قَدِمَ مِيثَمٌ[2] قَالَ أَنْتَ مِيثَمٌ قَالَ نَعَمْ أَنَا مِيثَمٌ. قَالَ تَبْرَأُ مِنْ أَبِي تُرَابٍ! قَالَ لَا أَعْرِفُ أَبَا التُّرَابِ، قَالَ تَبْرَأُ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ! فَقَالَ لَهُ فَإِنْ أَنَا لَمْ أَفْعَلْ قَالَ إِذاً وَ اللَّهِ لَأَقْتُلُكَ، قَالَ أَمَا لَقَدْ كَانَ يَقُولُ لِي إِنَّكَ سَتَقْتُلُنِي وَ تَصْلُبُنِي عَلَى بَابِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الرَّابِعِ ابْتَدَرَ مَنْخِرَايَ دَماً عَبِيطاً[3]، فَأَمَرَ بِهِ فَصُلِبَ عَلَى بَابِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، فَقَالَ لِلنَّاسِ سَلُونِي (وَ هُوَ مَصْلُوبٌ) قَبْلَ أَنْ أُقْتَلَ فَوَ اللَّهِ لَأُخْبِرَنَّكُمْ بِعِلْمٍ مَا يَكُونُ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ وَ مَا يَكُونُ مِنَ الْفِتَنِ فَلَمَّا سَأَلَهُ النَّاسُ حَدَّثَهُمْ حَدِيثاً وَاحِداً، إِذْ أَتَاهُ رَسُولٌ مِنْ قِبَلِ ابْنِ
[1]- اى خالصا طريا.
[2]- اى قدم الى ابن زياد.
[3]- عبوطا- خ.