فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ فَقُلْتُ[1] غَابَتِ الشَّمْسُ أَوْ لَمْ تَغِبْ ابْتَدَرَ مَنْخِرَايَ دَماً عَلَى صَدْرِي وَ لِحْيَتِي. قَالَ: فَرَصَدْنَاهُ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ فَقُلْتُ[2] غَابَتِ الشَّمْسُ أَوْ لَمْ تَغِبْ ابْتَدَرَ مَنْخِرَاهُ عَلَى صَدْرِهِ وَ لِحْيَتِهِ دَماً، قَالَ: فَاجْتَمَعْنَا سَبْعَةً مِنَ التَّمَّارِينَ فَاتَّعَدْنَا لِحَمْلِهِ فَجِئْنَا إِلَيْهِ لَيْلًا وَ الْحُرَّاسُ يَحْرُسُونَهُ وَ قَدْ أَوْقَدُوا النَّارَ فَحَالَتِ النَّارُ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ، فَاحْتَمَلْنَاهُ بِخَشَبَتِهِ حَتَّى انْتَهَيْنَا بِهِ إِلَى فَيْضٍ مِنْ مَاءٍ فِي مُرَادٍ فَدَفَنَّاهُ فِيهِ وَ رَمَيْنَا بِخَشَبَتِهِ فِي مُرَادٍ فِي الْخَرَابِ، وَ أَصْبَحَ فَبَعَثَ الْخَيْلَ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئاً، قَالَ، وَ قَالَ يَوْماً: يَا أَبَا حُكَيْمٍ تَرَى هَذَا الْمَكَانَ لَيْسَ يُؤَدَّى فِيهِ طَسْقٌ[3] وَ الطَّسْقُ أَدَاءُ الْأَجْرِ، وَ لَئِنْ طَالَتْ بِكَ الْحَيَاةُ لَتُؤَدِّيَنَّ طَسْقَ هَذَا الْمَكَانِ إِلَى رَجُلٍ فِي دَارِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ اسْمُهُ زُرَارَةُ. قَالَ سَدِيرٌ:
فَأَدَّيْتُهُ عَلَى خِزْيٍ إِلَى رَجُلٍ فِي دَارِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ يُقَالُ لَهُ زُرَارَةُ.
139 جِبْرِيلُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عِمْرَانَ الْمِيثَمِيِّ، قَالَ سَمِعْتُ مِيثَمَ النَّهْرَوَانِيَّ يَقُولُ دَعَانِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) وَ قَالَ كَيْفَ أَنْتَ يَا مِيثَمُ إِذَا دَعَاكَ دَعِيُّ بَنِي أُمَيَّةَ ابْنُ دَعِيِّهَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ إِلَى الْبَرَاءَةِ مِنِّي فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا وَ اللَّهِ لَا أَبْرَأُ مِنْكَ، قَالَ إِذاً وَ اللَّهِ[4] يَقْتُلُكَ وَ يَصْلِبُكَ، قُلْتُ أَصْبِرُ فَذَاكَ فِي اللَّهِ قَلِيلٌ، فَقَالَ يَا مِيثَمُ إِذاً تَكُونُ مَعِي
[1]- فقد- خ.
[2]- فقد- خ.
[3]- بالفتح و السكون: قال في اللسان- فارسى معرب و هو شبه الخراج المقرر على الأرض.
[4]- في النسخة: إذا خالفته يقتلك.