ذَلِكَ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ حِينَ قَدِمَ الْكُوفَةَ دَخَلَ عَلَيْهِ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ (ع) وَ كَانَ الْحَسَنُ (ع) قَدْ أَخَذَ الْأَمَانَ لِرِجَالٍ مِنْهُمْ مُسَمَّيْنَ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَ كَانَ فِيهِمْ صَعْصَعَةُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ صَعْصَعَةُ، قَالَ مُعَاوِيَةُ لِصَعْصَعَةَ: أَمَا وَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ لَأُبْغِضُ أَنْ تَدْخُلَ فِي أَمَانِي! قَالَ وَ أَنَا وَ اللَّهِ أُبْغِضُ أَنْ أُسَمِّيَكَ بِهَذَا الِاسْمِ، ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِ بِالْخِلَافَةِ، قَالَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ إِنْ كُنْتَ صَادِقاً فَاصْعَدِ الْمِنْبَرَ فَالْعَنْ عَلِيّاً! قَالَ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَ حَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ أَتَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ رَجُلٍ قَدَّمَ شَرَّهُ وَ أَخَّرَ خَيْرَهُ وَ أَنَّهُ أَمَرَنِي أَنْ أَلْعَنَ عَلِيّاً فَالْعَنُوهُ لَعَنَهُ اللَّهُ! فَضَجَّ أَهْلُ الْمَسْجِدِ بِآمِينَ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ، قَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا عَنَيْتَ غَيْرِي ارْجِعْ حَتَّى تُسَمِّيَهُ بِاسْمِهِ، فَرَجَعَ وَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، ثُمَّ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَنِي أَنْ أَلْعَنَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَالْعَنُوا مَنْ لَعَنَ، عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ! قَالَ فَضَجُّوا بِآمِينَ، قَالَ، فَلَمَّا خَبَرَ مُعَاوِيَةُ قَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا عَنَى غَيْرِي، أَخْرِجُوهُ لَا يُسَاكِنُنِي فِي بَلَدٍ، فَأَخْرَجُوهُ.
جندب بن زهير و عبد الله بن بديل و غيرهما
124 قَالَ الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ: فَمِنَ التَّابِعِينَ الْكِبَارِ وَ رُؤَسَائِهِمْ وَ زُهَّادِهِمْ جُنْدَبُ بْنُ زُهَيْرٍ قَاتِلُ السَّاحِرِ، وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلٍ، وَ حُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ، وَ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ، وَ الْمُسَيَّبُ بْنُ نَجَبَةَ، وَ عَلْقَمَةُ، وَ الْأَشْتَرُ، وَ سَعِيدُ بْنُ قَيْسٍ، وَ أَشْبَاهُهُمْ كَثِيرٌ، أَفْنَاهُمُ الْحَرْبُ ثُمَّ كَثُرُوا بَعْدُ، حَتَّى قُتِلُوا مَعَ الْحُسَيْنِ (ع) وَ بَعْدَهُ.