رَأْسِهِ، فَقَالَ رَحِمَكَ اللَّهُ يَا زَيْدُ قَدْ كُنْتَ خَفِيفَ الْمَئُونَةِ عَظِيمَ الْمَعُونَةِ، قَالَ، فَرَفَعَ زَيْدٌ رَأْسَهُ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: وَ أَنْتَ فَجَزَاكَ اللَّهُ خَيْراً يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَوَ اللَّهِ مَا عَلِمْتُكَ إِلَّا بِاللَّهِ عَلِيماً وَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ عَلِيّاً حَكِيماً وَ أَنَّ اللَّهَ فِي صَدْرِكَ لَعَظِيمٌ، وَ اللَّهِ مَا قَاتَلْتُ مَعَكَ عَلَى جَهَالَةٍ وَ لَكِنِّي سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ (ص) تَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ فَكَرِهْتُ وَ اللَّهِ أَنْ أَخْذُلَكَ فَيَخْذُلَنِيَ اللَّهُ.
120 عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُتَيْبِيُّ، قَالَ، قَالَ الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ: ثُمَّ عَرَفَ النَّاسُ بَعْدَهُ فَمِنَ التَّابِعِينَ وَ رُؤَسَائِهِمْ وَ زُهَّادِهِمْ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ.
وَ رُوِيَ أَنَّ عَائِشَةَ كَتَبَتْ مِنَ الْبَصْرَةِ إِلَى زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ إِلَى الْكُوفَةِ:
مِنْ عَائِشَةَ[1] زَوْجِ النَّبِيِّ إِلَى ابْنِهَا زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ الْخَالِصِ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَاجْلِسْ فِي بَيْتِكَ وَ خَذِّلِ النَّاسَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي. فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَهَا، قَالَ: أُمِرَتْ بِأَمْرٍ وَ أُمِرْنَا بِغَيْرِهِ، فَرَكِبَتْ مَا أُمِرْنَا بِهِ وَ أَمَرَتْنَا أَنْ نَرْكَبَ مَا أُمِرَتْ هِيَ بِهِ، أُمِرَتْ أَنْ تَقَرَّ فِي بَيْتِهَا وَ أُمِرْنَا أَنْ نُقَاتِلَ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ، وَ السَّلَامُ.
صعصعة بن صوحان
121 مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ حَمْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ حُكَيْمٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّصْرِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ الثَّانِي
[1]- زوجة- خ.