مِنْ أَصْحَابِنَا قَدْ سَمِعُوا عِلْمَ الْعَامَّةِ وَ عِلْمَ الْخَاصَّةِ فَاخْتَلَطَ عَلَيْهِمْ حَتَّى كَانُوا يَرْوُونَ حَدِيثَ الْعَامَّةِ عَنِ الْخَاصَّةِ وَ حَدِيثَ الْخَاصَّةِ عَنِ الْعَامَّةِ، فَكَرِهْتُ أَنْ يَخْتَلِطَ عَلَيَّ، فَتَرَكْتُ ذَلِكَ وَ أَقْبَلْتُ عَلَى هَذَا.
وَجَدْتُ بِخَطِّ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الشَّاذَانِيِّ، سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْفَضْلَ بْنَ شَاذَانَ، يَقُولُ، سُعِيَ بِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ وَ اسْمُ أَبِي عُمَيْرٍ زِيَادٌ إِلَى السُّلْطَانِ أَنَّهُ يَعْرِفُ أَسَامِيَ عَامَّةِ الشِّيعَةِ بِالْعِرَاقِ، فَأَمَرَهُ السُّلْطَانُ أَنْ يُسَمِّيَهُمْ! فَامْتَنَعَ، فَجُرِّدَ وَ عُلِّقَ بَيْنَ الْعَقَارَيْنِ[1] وَ ضُرِبَ مِائَةَ سَوْطٍ، قَالَ الْفَضْلُ فَسَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عُمَيْرٍ يَقُولُ: لَمَّا ضُرِبْتُ[2] فَبَلَغَ الضَّرْبُ مِائَةَ سَوْطٍ، أَبْلَغَ الضَّرْبُ الْأَلَمَ إِلَيَّ فَكِدْتُ أَنْ أُسَمِّيَ، فَسَمِعْتُ نِدَاءَ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: يَا مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي عُمَيْرٍ اذْكُرْ مَوْقِفَكَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى، فَتَقَوَّيْتُ بِقَوْلِهِ فَصَبَرْتُ وَ لَمْ أُخْبِرْ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ الْفَضْلُ، فَأَضَرَّ بِهِ فِي هَذَا الشَّأْنِ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
1106 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ[3]، يَقُولُ، كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَيْرٍ أَفْقَهَ مِنْ يُونُسَ وَ أَصْلَحَ وَ أَفْضَلَ.
. وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الشَّاذَانِيِّ بِخَطِّهِ، سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْفَضْلَ بْنَ شَاذَانَ، يَقُولُ، دَخَلْتُ الْعِرَاقَ فَرَأَيْتُ وَاحِداً يُعَاتِبُ صَاحِبَهُ، وَ يَقُولُ لَهُ أَنْتَ رَجُلٌ عَلَيْكَ عِيَالٌ وَ تَحْتَاجُ أَنْ تَكْتَسِبَ عَلَيْهِمْ، وَ مَا آمَنُ أَنْ تَذْهَبَ عَيْنَاكَ
[1]- العقار بالفتح: النخل.
[2]- ضرب- خ.
[3]- كذلك في الترتيب، و هو الصحيح و يدلّ عليه 1103 و ان ابن مسعود ما لقى الحسن، و في النسخ كلها: الحسن بن عليّ، و هو تحريف ظاهرا.