رَغِبَ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَ لَمْ يَقْبَلْ مَوَاعِظَ أَوْلِيَائِهِ! وَ قَدْ أَمَرَكُمُ اللَّهُ جَلَّ وَ عَلَا بِطَاعَتِهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ (ص) وَ بِطَاعَةِ أُولِي الْأَمْرِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، فَرَحِمَ اللَّهُ ضَعْفَكُمْ وَ قِلَّةَ صَبْرِكُمْ عَمَّا أَمَامَكُمْ! فَمَا أَغَرَّ الْإِنْسَانَ بِرَبِّهِ الْكَرِيمِ، وَ اسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَائِي فِيكُمْ وَ أَصْلَحَ أُمُورَكُمْ عَلَى يَدَيَّ! فَقَدْ قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ، وَ قَالَ جَلَّ جَلَالُهُ: جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً، وَ قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَمَا أُحِبُّ أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ بِي وَ لَا بِمَنْ هُوَ فِي أَيَّامِي[1] إِلَّا حَسَبَ رِقَّتِي عَلَيْكُمْ، وَ مَا انْطَوَى لَكُمْ عَلَيْهِ مِنْ حُبِّ بُلُوغِ الْأَمَلِ فِي الدَّارَيْنِ جَمِيعاً، وَ الْكَيْنُونَةِ مَعَنَا فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ فَقَدْ يَا إِسْحَاقُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ وَ يَرْحَمُ مَنْ هُوَ وَرَاءَكَ! بَيَّنْتُ لَكُمْ بَيَاناً وَ فَسَّرْتُ لَكُمْ[2] تَفْسِيراً، وَ فَعَلْتُ بِكُمْ فِعْلَ مَنْ لَمْ يَفْهَمْ هَذَا الْأَمْرَ قَطُّ وَ لَمْ يَدْخُلْ فِيهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَ لَوْ فَهِمَتِ الصُّمُّ الصِّلَابُ بَعْضَ مَا فِي هَذِهِ الْكِتَابِ لَتَصَدَّعَتْ قَلَقاً خَوْفاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَ رُجُوعاً إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، فَاعْمَلُوا مِنْ بَعْدِ مَا شِئْتُمْ! فَ سَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيراً رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَ أَنْتَ رَسُولِي يَا إِسْحَاقُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدَةَ وَفَّقَهُ اللَّهُ أَنْ يَعْمَلَ بِمَا وَرَدَ عَلَيْهِ فِي كِتَابِي مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى النَّيْسَابُورِيِّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَ رَسُولِي إِلَى نَفْسِكَ، وَ إِلَى كُلِّ مَنْ خَلَّفَكَ[3] بِبَلَدِكَ، أَنْ يَعْمَلُوا بِمَا
[1]- في امامى- خ.
[2]- لك بيانا و فسرت لك- خ.
[3]- خلّفت- خ.