الرِّضَا (ع) إِنِّي تَرَكْتُ ابْنَ قِيَامَا مِنْ أَعْدَى خَلْقِ اللَّهِ لَكَ! قَالَ: ذَلِكَ شَرٌّ لَهُ، قُلْتُ مَا أَعْجَبَ مَا أَسْمَعُ مِنْكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ: أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ إِبْلِيسُ، كَانَ فِي جِوَارِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي الْقُرْبِ مِنْهُ، فَأَمَرَهُ فَأَبَى وَ تَعَزَّزَ فَ كانَ مِنَ الْكافِرِينَ، فَأَمْلَى اللَّهُ لَهُ وَ اللَّهِ مَا عَذَّبَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أَشَدَّ مِنَ الْإِمْلَاءِ، وَ اللَّهِ يَا حُسَيْنُ مَا عَذَّبَهُمُ[1] اللَّهُ بِشَيْءٍ أَشَدَّ مِنَ الْإِمْلَاءِ.
في مُحَمَّدِ بْنِ الْفُرَاتِ
1046 وَجَدْتُ بِخَطِّ جِبْرِيلَ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُرَاتٍ، قَالَ، كَانَ يَغْلُو فِي الْقَوْلِ وَ كَانَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الرِّضَا (ع) خُمْرَةً[2] وَ تَمْراً، فَقَالَ مُحَمَّدٌ إِنَّمَا بَعَثَ بِالْخُمْرَةِ لِأُصَلِّيَ عَلَيْهَا وَ حَثَّنِي عَلَيْهَا، وَ التَّمْرِ: نَهَانِي عَنِ الْأَنْبِذَةِ.
قَالَ نَصْرُ بْنُ صَبَّاحٍ: مُحَمَّدُ بْنُ فُرَاتٍ كَانَ بَغْدَادِيّاً.
1047 حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْقُمِّيُّ، قَالَ حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ حَدَّثَنِي الْعُبَيْدِيُّ، عَنْ يُونُسَ، قَالَ:، قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا (ع) يَا يُونُسُ أَ مَا تَرَى إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفُرَاتِ وَ مَا يَكْذِبُ عَلَيَّ فَقُلْتُ أَبْعَدَهُ اللَّهُ وَ أَسْحَقَهُ وَ أَشْقَاهُ! فَقَالَ: قَدْ فَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ بِهِ، أَذَاقَهُ اللَّهُ حَرَّ الْحَدِيدِ كَمَا أَذَاقَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَيْنَا، يَا يُونُسُ إِنَّمَا قُلْتُ ذَلِكَ لِتُحَذِّرَ عَنْهُ أَصْحَابِي وَ تَأْمُرَهُمْ بِلَعْنِهِ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْهُ فَإِنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنْهُ.
[1]- عاهدهم- خ.
[2]- بالضم: حصيرة صغيرة.