سَأَلْتُ الرَّيَّانَ بْنَ الصَّلْتِ فَقُلْتُ لَهُ: أَنَا مُحْرِمٌ وَ رُبَّمَا احْتَلَمْتُ، فَأَغْتَسِلُ وَ لَيْسَ مَعِي مِنَ الثِّيَابِ مَا أَسْتَدْفِئُ بِهِ إِلَّا الثِّيَابَ الْمُخَاطَةَ[1] فَقَالَ لِي: سَأَلْتَ هَذِهِ الْمَشِيخَةَ الَّذِينَ مَعَنَا فِي الْقَافِلَةِ عَنْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ يَعْنِي أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْجُرْجَانِيِّ وَ يَحْيَى بْنِ حَمَّادٍ وَ غَيْرِهِمَا فَقُلْتُ بَلَى قَدْ سَأَلْتُ، قَالَ فَمَا وَجَدْتُ عِنْدَهُمْ قُلْتُ لَا شَيْءَ، قَالَ الرَّيَّانُ لِابْنِهِ مُحَمَّدٍ لَوْ شُغِلُوا بِطَلَبِ الْعِلْمِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ، و [عَنِ] اشْتِغَالِهم[2] بِمَا لَا يَعْنِيهِمْ يَعْنِي مِنْ طَرِيقِ الْغُلُوِّ، ثُمَّ قَالَ لِابْنِهِ قَدْ حَدَثَ[3] بِهَذَا مَا حَدَثَ وَ هُمْ يَنْتَمُونَهُ إِلَى الْقِيلِ، وَ لَيْسَ عِنْدَهُمْ مَا يُرْشَدُونَ بِهِ إِلَى الْحَقِّ، يَا بُنَيَّ إِذَا أَصَابَكَ مَا ذَكَرْتَ فَالْبَسْ ثِيَابَ إِحْرَامِكَ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَدْفِئْ بِهِ فَغَيِّرْ ثِيَابَكَ الْمَخِيطَةِ وَ تَدَثَّرْ[4]! فَقُلْتُ كَيْفَ أُغَيِّرُ قَالَ أَلْقِ ثِيَابَكَ عَلَى نَفْسِكَ فَاجْعَلْ جِلْبَابَهُ[5] مِنْ نَاحِيَةِ ذَيْلِكَ وَ ذَيْلَهُ مِنْ نَاحِيَةِ وَجْهِكَ.
فِي عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ
1038 مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ السُّخْتِ الْبَصْرِيُّ، قَالَ، كَانَ عَلِيُّ بْنُ مَهْزِيَارَ نَصْرَانِيّاً فَهَدَاهُ اللَّهُ، وَ كَانَ مِنْ أَهْلِ هِنْدَ كَانَ قَرْيَةً[6] مِنْ قُرَى فَارِسَ، ثُمَّ سَكَنَ الْأَهْوَازَ فَأَقَامَ بِهَا، قَالَ، كَانَ إِذَا طَلَعَتِ
[1]- كذلك في النسخ، و الصحيح هو المخيطة، لعدم استعمال المخاطة من الأفعال في اللغة.
[2]- عن اشتغالهم- خ.
[3]- قد حدثت- خ.
[4]- تدير- خ. و التدثر: الإشتمال.
[5]- في الممقانى: جيبه.
[6]- في نسخة ج: كان في قرية. و في منتهى المقال: من أهل هندوان قرية. و يمكن أن يكون الأصل هندوجان، ثمّ حرّف الى هندوكان.