دِينِهِمْ، وَ خَالَفَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ يُكَفِّرُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَ بِهَا قَوْمٌ يَقُولُونَ إِنَّ النَّبِيَّ (ص) عَرَفَ جَمِيعَ لُغَاتِ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ لُغَاتِ الطُّيُورِ وَ جَمِيعَ مَا خَلَقَ اللَّهُ، وَ كَذَلِكَ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ فِي كُلِّ زَمَانٍ مَنْ يَعْرِفُ ذَلِكَ، وَ يَعْلَمَ مَا يُضْمِرُ الْإِنْسَانُ وَ يَعْلَمَ مَا يَعْمَلُ أَهْلُ كُلِّ بِلَادٍ فِي بِلَادِهِمْ وَ مَنَازِلِهِمْ، وَ إِذَا لَقِيَ طِفْلَيْنِ يَعْلَمُ أَيُّهُمَا مُؤْمِنٌ وَ أَيُّهُمَا يَكُونُ مُنَافِقاً،[1] وَ أَنَّهُ يَعْرِفُ أَسْمَاءَ جَمِيعِ مَنْ يَتَوَلَّاهُ فِي الدُّنْيَا وَ أَسْمَاءَ آبَائِهِمْ، وَ إِذَا رَأَى أَحَدَهُمْ عَرَفَهُ بِاسْمِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُكَلِّمَهُ، وَ يَزْعُمُونَ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنَّ الْوَحْيَ لَا يَنْقَطِعُ، وَ النَّبِيُّ (ص) لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ كَمَالُ الْعِلْمِ وَ لَا كَانَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ بَعْدُ، وَ إِذَا حَدَثَ الشَّيْءُ فِي أَيِّ زَمَانٍ كَانَ وَ لَمْ يَكُنْ عِلْمُ ذَلِكَ عِنْدَ صَاحِبِ الزَّمَانِ: أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ وَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: كَذَبُوا لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَ افْتَرَوْا إِثْماً عَظِيماً.
وَ بِهَا شَيْخٌ[2] يُقَالُ لَهُ الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ، يُخَالِفُهُمْ فِي هَذِهِ الْأَشْيَاءِ وَ يُنْكِرُ عَلَيْهِمْ أَكْثَرَهَا، وَ قَوْلُهُ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، وَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَوْقَ الْعَرْشِ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنَّهُ جِسْمٌ، فَوَصَفَهُ بِخِلَافِ الْمَخْلُوقِينَ فِي جَمِيعِ الْمَعَانِي، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ، وَ أَنَّ مِنْ قَوْلِهِ: إِنَّ النَّبِيَّ (ص) قَدْ أَتَى بِكَمَالِ الدِّينِ، وَ قَدْ بَلَّغَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا أَمَرَهُ بِهِ، وَ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ وَ عَبَدَهُ حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِينُ، وَ أَنَّهُ (ص) أَقَامَ رَجُلًا يَقُومُ مَقَامَهُ مِنْ بَعْدِهِ، فَعَلَّمَهُ مِنَ الْعِلْمِ الَّذِي
[1]- كافرا- خ.
[2]- الظاهر ان هذه الجملة الى قوله: فقال قد صدق، من كلام السائل و هو عبد اللّه بن حمدويه.