أَبَا الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيَّ (ع) أَمَرَ بِقَتْلِ فَارِسِ بْنِ حَاتِمٍ الْقَزْوِينِيِّ وَ ضَمِنَ لِمَنْ قَتَلَهُ الْجَنَةَ، فَقَتَلَهُ جُنَيْدٌ، وَ كَانَ فَارِسٌ فَتَّاناً يَفْتِنُ النَّاسَ وَ يَدْعُو[1] إِلَى الْبِدْعَةِ، فَخَرَجَ مِنْ أَبِي الْحَسَنِ (ع): هَذَا فَارِسٌ لَعَنَهُ اللَّهُ يَعْمَلُ مِنْ قِبَلِي فَتَّاناً دَاعِياً إِلَى الْبِدْعَةِ، وَ دَمُهُ هَدَرٌ لِكُلِّ مَنْ قَتَلَهُ، فَمَنْ هَذَا الَّذِي يُرِيحُنِي مِنْهُ وَ يَقْتُلُهُ! وَ أَنَا ضَامِنٌ لَهُ عَلَى اللَّهِ الْجَنَّةَ.
قَالَ سَعْدٌ، وَ حَدَّثَنِي جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ وَ غَيْرِهِمْ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ جُنَيْدٍ ثُمَّ سَمِعْتُهُ أَنَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ جُنَيْدٍ: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيُّ (ع) يَأْمُرُنِي بِقَتْلِ فَارِسِ بْنِ حَاتِمٍ الْقَزْوِينِيِّ لَعَنَهُ اللَّهُ، فَقُلْتُ لَا حَتَّى أَسْمَعَهُ مِنْهُ يَقُولَ لِي ذَلِكَ يُشَافِهَنِي بِهِ، قَالَ، فَبَعَثَ إِلَيَّ فَدَعَانِي فَصِرْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: آمُرُكَ بِقَتْلِ فَارِسِ بْنِ حَاتِمٍ! فَنَاوَلَنِي دَرَاهِمَ مِنْ عِنْدِهِ، وَ قَالَ: اشْتَرِ بِهَذِهِ سِلَاحاً فَاعْرِضْهُ عَلَيَّ فَذَهَبْتُ فَاشْتَرَيْتُ سَيْفاً فَعَرَضْتُهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: رُدَّ هَذَا وَ خُذْ غَيْرَهُ، قَالَ، فَرَدَدْتُهُ وَ أَخَذْتُ مَكَانَهُ سَاطُوراً فَعَرَضْتُهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: هَذَا نَعَمْ، فَجِئْتُ إِلَى فَارِسَ وَ قَدْ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ الْمَغْرِبِ وَ الْعِشَاءِ، فَضَرَبْتُهُ عَلَى رَأْسِهِ فَصَرَعْتُهُ وَ ثَنَيْتُ عَلَيْهِ فَسَقَطَ مَيِّتاً، وَ وَقَعَتِ الضَّجَّةُ[2] فَرَمَيْتُ السَّاطُورَ بَيْنَ يَدَيَ[3]، وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ وَ أُخِذْتُ إِذْ لَمْ يُوجَدْ هُنَاكَ أَحَدٌ غَيْرِي، فَلَمْ يَرَوْا مَعِي سِلَاحاً وَ لَا سِكِّيناً، وَ طَلَبُوا الزُّقَاقَ وَ الدُّورَ فَلَمْ يَجِدُوا شَيْئاً، وَ لَمْ يُرَ أَثَرُ السَّاطُورِ بَعْدَ ذَلِكَ.
[1]- و يدعوهم- خ.
[2]- الصيحة- خ.
[3]- من يدي- خ.