رَأَيْتَ مَا كَتَبَ بِهِ الْحُسَيْنُ قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ، فَاقْرَأْهُ الْكِتَابَ، فَقَالَ وَ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُجِيبَهُ بِمَا يُصَغِّرُ إِلَيْهِ نَفْسَهُ وَ إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ فِي هَوَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ يَزِيدُ كَيْفَ رَأَيْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رَأْيِي فَضَحِكَ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ أَمَّا يَزِيدُ فَقَدْ أَشَارَ عَلَيَّ بِمِثْلِ رَأْيِكَ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَقَدْ أَصَابَ يَزِيدُ.
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ أَخْطَأْتُمَا أَ رَأَيْتُمَا لَوْ أَنِّي ذَهَبْتُ لِعَيْبِ عَلِيٍّ مُحِقّاً مَا عَسَيْتُ أَنْ أَقُولَ فِيهِ، وَ مِثْلِي لَا يُحْسِنُ أَنْ يَعِيبَ بِالْبَاطِلِ وَ مَا لَا يَعْرِفُ، وَ مَتَى مَا عِبْتُ رَجُلًا بِمَا لَا يَعْرِفُهُ النَّاسُ لَمْ يَحْفِلْ[1] بِصَاحِبِهِ وَ لَا يَرَاهُ النَّاسُ شَيْئاً كَذَّبُوهُ، وَ مَا عَسَيْتُ أَنْ أَعِيبَ حُسَيْناً، وَ وَ اللَّهِ مَا أَرَى لِلْعَيْبِ فِيهِ مَوْضِعاً وَ قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْهِ أَتَوَعَّدُهُ وَ أَتَهَدَّدُهُ ثُمَّ رَأَيْتُ أَلَّا أَفْعَلَ وَ لَا أُمَحِّلَهُ[2]..
خزيمة بن ثابت
100 رُوِيَ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ دُكَيْنٍ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ الشَّامِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ لَمَّا قُتِلَ عَمَّارٌ دَخَلَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ فُسْطَاطَهُ وَ طَرَحَ عَنْهُ سِلَاحَهُ ثُمَّ شَنَ[3] عَلَيْهِ الْمَاءَ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ.
101 وَ رَوَى أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ:
مَا زَالَ جَدِّي بِسِلَاحِهِ يَوْمَ الْجَمَلِ وَ يَوْمَ الصِّفِّينِ حَتَّى قُتِلَ عَمَّارٌ، فَلَمَّا قُتِلَ عَمَّارٌ سَلَّ سَيْفَهُ وَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ عَمَّارٌ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ
[1]- ما حفل به: ما بالى به و لا اهتمّ. له.
[2]- و لا اخجله- خ. محله بالتشديد: قوّاه.
[3]- شنّ الماء عليه: صبّه متفرقا.