وَ أَكْمَلَ رَحْمَتِهِ وَ رَأْفَتِهِ، وَ إِنِّي أَقَمْتُ أَبَا عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ مَقَامَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ وَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنْ وُكَلَائِي، وَ صَارَ فِي مَنْزِلَتِهِ عِنْدِي، وَ وَلَّيْتُهُ مَا كَانَ يَتَوَلَّاهُ غَيْرُهُ مِنْ وُكَلَائِي قَبْلَكُمْ، لِيَقْبِضَ[1] حَقِّي، وَ ارْتَضَيْتُهُ لَكُمْ وَ قَدَّمْتُهُ عَلَى غَيْرِهِ فِي ذَلِكَ، وَ هُوَ أَهْلُهُ وَ مَوْضِعُهُ، فَصِيرُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ إِلَى الدَّفْعِ إِلَيْهِ ذَلِكَ وَ إِلَيَّ، وَ أَنْ لَا تَجْعَلُوا لَهُ عَلَى أَنْفُسِكُمْ عِلَّةً، فَعَلَيْكُمْ بِالْخُرُوجِ عَنْ ذَلِكَ وَ التَّسَرُّعِ إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَ تَحْلِيلِ أَمْوَالِكُمْ وَ الْحَقْنِ لِدِمَائِكُمْ، وَ تَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَ التَّقْوى وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ، وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، فَقَدْ أَوْجَبْتُ فِي طَاعَتِهِ طَاعَتِي وَ الْخُرُوجِ إِلَى عِصْيَانِهِ الْخُرُوجَ إِلَى عِصْيَانِي، فَالْزَمُوا الطَّرِيقَ يَأْجُرُكُمُ اللَّهُ وَ يَزِيدُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا عِنْدَهُ وَاسِعٌ كَرِيمٌ، مُتَطَوِّلٌ عَلَى عِبَادِهِ رَحِيمٌ، نَحْنُ وَ أَنْتُمْ فِي وَدِيعَةِ اللَّهِ وَ حِفْظِهِ، وَ كَتَبْتُهُ بِخَطِّي، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيراً.
وَ فِي كِتَابٍ آخَرَ: وَ أَنَا آمُرُكَ يَا أَيُّوبَ بْنَ نُوحٍ أَنْ تَقْطَعَ الْإِكْثَارَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ أَبِي عَلِيٍّ، وَ أَنْ يَلْزَمَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا مَا وُكِّلَ بِهِ وَ أُمِرَ بِالْقِيَامِ فِيهِ بِأَمْرِ نَاحِيَتِهِ، فَإِنَّكُمْ إِذَا انْتَهَيْتُمْ إِلَى كُلِّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ اسْتَغْنَيْتُمْ بِذَلِكَ عَنْ مُعَاوَدَتِي وَ آمُرُكَ يَا أَبَا عَلِيٍّ بِمِثْلِ مَا آمُرُكَ يَا أَيُّوبُ: أَنْ لَا تُقْبَلَ مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ وَ الْمَدَائِنِ شَيْئاً يَحْمِلُونَهُ، وَ لَا تَلِي لَهُمُ اسْتِيذَاناً عَلَيَّ وَ مُرْ مَنْ أَتَاكَ بِشَيْءٍ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ نَاحِيَتِكَ أَنْ يُصَيِّرَهُ إِلَى الْمُوَكَّلِ بِنَاحِيَتِهِ، وَ آمُرُكَ يَا أَبَا عَلِيٍّ فِي ذَلِكَ بِمِثْلِ مَا أَمَرْتُ بِهِ أَيُّوبَ، وَ لْيَقْبَلْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا قِبَلَ مَا أَمَرْتُهُ بِهِ[2]..
[1]- لقبض- خ.
[2]- و ليعمل كل واحد منكما مثل ما امرته به- خ.