فِي نَفْسِي أَنْ لَا أُنْشِدَهَا أَحَداً أَوْلَى مِنْكَ! فَقَالَ: هَاتِهَا! فَأَنْشَدَهُ قَصِيدَتَهُ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا:
أَ لَمْ تَرَ أَنِّي مُذْ ثَلَاثِينَ[1] حَجَّةً
أَرُوحُ وَ أَغْدُو دَائِمَ الْحَسَرَاتِ
أَرَى فَيْئَهُمْ فِي غَيْرِهِمْ مُتَقَسِّماً
وَ أَيْدِيَهُمْ مِنْ فَيْئِهِمْ صَفِرَاتٍ
قَالَ: فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ إِنْشَادِهَا: قَامَ أَبُو الْحَسَنِ (ع) فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ، وَ بَعَثَ إِلَيْهِ بِخِرْقَةِ خَزٍّ فِيهَا سِتُّمِائَةِ دِينَارٍ، وَ قَالَ لِلْجَارِيَةِ: قُولِي لَهُ يَقُولُ لَكَ مَوْلَايَ اسْتَعِنْ بِهَذِهِ عَلَى سَفَرِكَ وَ أَعْذِرْنَا! فَقَالَ لَهُ دِعْبِلٌ: لَا وَ اللَّهِ مَا هَذَا أَرَدْتُ وَ لَا لَهُ خَرَجْتُ، وَ لَكِنْ قُولِي لَهُ هَبْ لِي ثَوْباً مِنْ ثِيَابِكَ! فَرَدَّهَا عَلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ (ع) وَ قَالَ لَهُ خُذْهَا وَ بَعَثَ إِلَيْهِ بِجُبَّةٍ مِنْ ثِيَابِهِ، فَخَرَجَ دِعْبِلٌ حَتَّى وَرَدَ قُمَّ، فَنَظَرُوا إِلَى الْجُبَّةِ وَ أَعْطَوْهُ بِهَا أَلْفَ دِينَارٍ، فَأَبَى عَلَيْهِمْ، وَ قَالَ لَا وَ اللَّهِ وَ لَا خِرْقَةً مِنْهَا بِأَلْفِ دِينَارٍ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ قُمَّ فَاتَّبَعُوهُ قَدْ جَمَعُوا وَ أَخَذُوا الْجُبَّةَ، فَرَجَعَ إِلَى قُمَّ وَ كَلَّمَهُمْ فِيهَا، فَقَالُوا لَيْسَ إِلَيْهَا سَبِيلٌ، وَ لَكِنْ إِنْ شِئْتَ فَهَذِهِ الْأَلْفُ دِينَارٍ! فَقَالَ نَعَمْ وَ خِرْقَةً مِنْهَا، فَأَعْطَوْهُ أَلْفَ دِينَارٍ وَ خِرْقَةً مِنْهَا.
مَا رُوِيَ فِي الْمَرْزُبَانِ بْنِ عِمْرَانَ الْقُمِّيِّ الْأَشْعَرِيِ
971 إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِيِّ الْخُتَّلِيُّ، قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ، قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الْمَرْزُبَانِ بْنِ عِمْرَانَ الْقُمِّيِّ الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ:، قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا (ع) أَسْأَلُكَ عَنْ أَهَمِّ الْأُمُورِ إِلَيَّ، أَ مِنْ شِيعَتِكُمْ أَنَا فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ، قُلْتُ اسْمِي مَكْتُوبٌ عِنْدَكُمْ قَالَ نَعَمْ.
[1]- و أهل قم ينظرون الى- خ.