وَ لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ (ص) وَ لَا يَسْتَخِفَّنَّكَ السُّفَهَاءُ وَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ.
99- فَلَمَّا وَصَلَ الْكِتَابُ إِلَى الْحُسَيْنِ (ع) كَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ- فَقَدْ بَلَغَنِي كِتَابُكَ، تَذْكُرُ أَنَّهُ قَدْ بَلَغَكَ عَنِّي أُمُورٌ أَنْتَ لِي عَنْهَا رَاغِبٌ[1] وَ أَنَا بِغَيْرِهَا عِنْدَكَ جَدِيرٌ: فَإِنَّ الْحَسَنَاتِ لَا يَهْدِي لَهَا وَ لَا يُسَدِّدُ[2] إِلَيْهَا إِلَّا اللَّهُ، وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّهُ انْتَهَى إِلَيْكَ عَنِّي: فَإِنَّهُ إِنَّمَا رَقَاهُ إِلَيْكَ الْمُلَاقُونَ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمِ، وَ مَا أُرِيدُ لَكَ حَرْباً وَ لَا عَلَيْكَ خِلَافاً، وَ ايْمُ اللَّهِ إِنِّي لَخَائِفٌ لِلَّهِ فِي تَرْكِ ذَلِكَ وَ مَا أَظُنُّ اللَّهَ رَاضِياً بِتَرْكِ ذَلِكَ وَ لَا عَاذِراً بِدُونِ الْإِعْذَارِ فِيهِ إِلَيْكَ وَ فِي أَوْلِيَائِكَ الْقَاسِطِينَ الْمُلْحِدِينَ حِزْبِ الظَّلَمَةِ وَ أَوْلِيَاءِ الشَّيَاطِينِ، أَ لَسْتَ الْقَاتِلَ حُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ أَخَا كِنْدَةَ وَ الْمُصَلِّينَ الْعَابِدِينَ الَّذِينَ كَانُوا يُنْكِرُونَ الظُّلْمَ وَ يَسْتَعْظِمُونَ الْبِدَعَ وَ لَا يَخَافُونَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ ثُمَّ قَتَلْتَهُمْ ظُلْماً وَ عُدْوَاناً مِنْ بَعْدِ مَا كُنْتَ أَعْطَيْتَهُمُ الْأَيْمَانَ الْمُغَلَّظَةَ وَ الْمَوَاثِيقَ الْمُؤَكَّدَةَ لَا تَأْخُذُهُمْ[3] بِحَدَثٍ كَانَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُمْ وَ لَا بِإِحْنَةٍ[4] تَجِدُهَا فِي نَفْسِكَ، أَ وَ لَسْتَ قَاتِلَ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) الْعَبْدِ الصَّالِحِ الَّذِي أَبْلَتْهُ الْعِبَادَةُ فَنَحِلَ جِسْمُهُ وَ اصْفَرَّتْ لَوْنُهُ بَعْدَ مَا آمَنْتَهُ وَ أَعْطَيْتَهُ مِنْ عُهُودِ اللَّهِ وَ مَوَاثِيقِهِ مَا لَوْ أَعْطَيْتَهُ طَائِراً لَنَزَلَ إِلَيْكَ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ، ثُمَّ قَتَلْتَهُ جُرْأَةً عَلَى رَبِّكَ وَ اسْتِخْفَافاً بِذَلِكَ الْعَهْدِ، أَ وَ
[1]- اى و مضمون كتابك انك معرض عنها و انا راغب إليها و بغيرها جدير. و في الإحتجاج: و زعمت انى راغب فيها و انا بغيرها عنك جدير.
[2]- سدّ ده: ارشده الى الصواب.
[3]- و لا تأخذهم- خ.
[4]- بالكسر فالسكون الحقد.