لَطُلِبْتَ[1]، فَمَنَعَكَ الْأَزْدُ حَتَّى تَخْرُجَ مِنَ الْكُوفَةِ مُتَوَجِّهاً إِلَى حِصْنِ الْمَوْصِلِ، فَتَمُرَّ رَجُلٌ مُقْعَدٌ فَتَقْعُدَ عِنْدَهُ ثُمَّ تَسْتَسْقِيَهُ فَيُسْقِيَكَ، وَ يَسْأَلَكَ عَنْ شَأْنِكَ فَأَخْبِرْهُ وَ ادْعُهُ إِلَى الْإِسْلَامِ فَإِنَّهُ يُسْلِمُ، وَ امْسَحْ بِيَدِكَ عَلَى وَرِكَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ يَمْسَحُ[2] مَا بِهِ وَ يَنْهَضُ قَائِماً فَيَتَّبِعُكَ، وَ تَمُرَّ بِرَجُلٍ أَعْمَى عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ فَتَسْتَسْقِيَهُ فَيُسْقِيَكَ، وَ يَسْأَلَكَ عَنْ شَأْنِكَ فَأَخْبِرْهُ وَ ادْعُهُ إِلَى الْإِسْلَامِ فَإِنَّهُ يُسْلِمُ، وَ امْسَحْ يَدَكَ عَلَى عَيْنَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُعِيدُهُ بَصِيراً فَيَتَّبِعُكَ، وَ هُمَا يُوَارِيَانِ بَدَنَكَ فِي التُّرَابِ، ثُمَّ تَتَّبِعُكَ الْخَيْلُ فَإِذَا صِرْتَ قَرِيباً مِنَ الْحِصْنِ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا رَهَقَتْكَ[3] الْخَيْلُ، فَانْزِلْ عَنْ فَرَسِكَ وَ مُرَّ إِلَى الْغَارِ فَإِنَّهُ يَشْتَرِكُ فِي دَمِكَ فَسَقَةٌ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ. فَفَعَلَ مَا قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) قَالَ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْحِصْنِ قَالَ لِلرَّجُلَيْنِ: اصْعَدَا فَانْظُرَا هَلْ تَرَيَانِ شَيْئاً قَالا نَرَى خَيْلًا مُقْبِلَةً، فَنَزَلَ عَنْ فَرَسِهِ وَ دَخَلَ الْغَارَ وَ عَارَ فَرَسُهُ[4] فَلَمَّا دَخَلَ الْغَارَ ضَرَبَهُ أَسْوَدُ[5] سَالِخٌ فِيهِ، وَ جَاءَتِ الْخَيْلُ فَلَمَّا رَأَوْا فَرَسَهُ عَائِراً قَالُوا هَذَا فَرَسُهُ وَ هُوَ قَرِيبٌ، فَطَلَبَهُ الرِّجَالُ فَأَصَابُوهُ فِي الْغَارِ فَكُلَّمَا ضَرَبُوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى شَيْءٍ مِنْ جِسْمِهِ تَبِعَهُمُ اللَّحْمُ فَأَخَذُوا رَأْسَهُ فَأَتَوْا بِهِ مُعَاوِيَةَ فَنَصَبَهُ عَلَى رُمْحٍ وَ هُوَ أَوَّلُ رَأْسٍ نُصِبَ فِي الْإِسْلَامِ.
97- قَالَ الْكَشِّيُّ: وَ رُوِيَ أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ وَ هُوَ
[1]- في النسخة: لطلبك.
[2]- مسح اللّه مابه: اي ازاله و عافاه.
[3]- اى دنت و لحقت.
[4]- عار فرسه: انفلت و ذهب.
[5]- الحيّة السوداء العظيمة و السالخ صفة لها لانسلاخ جلدها في كل عام.