رُوِّيتُمْ فِيهِ إِلَّا الْقَائِمَ وَ أَنْتُمْ لَا تَدْرُونَ مَا مَعْنَاهُ وَ لِمَ قِيلَ! قَالَ لَهُ عَلِيٌّ بَلَى وَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا لَفِي الْحَدِيثِ، قَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ (ع): وَيْلَكَ كَيْفَ اجْتَرَأْتَ عَلَيَّ بِشَيْءٍ تَدَعُ بَعْضَهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا شَيْخُ اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تَكُنْ مِنَ الصَّادِّينَ عَنْ دِينِ اللَّهِ تَعَالَى.
فِي ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمُكَارِي
884 حَدَّثَنِي حَمْدَوَيْهِ، قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ[1]، قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمُكَارِي وَاقِفِيّاً.
حَدَّثَنِي حَمْدَوَيْهِ، قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الزَّيَّاتُ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمُكَارِي، قَالَ، دَخَلَ عَلَى الرِّضَا (ع) فَقَالَ لَهُ فَتَحْتَ بَابَكَ وَ قَعَدْتَ لِلنَّاسِ تُفْتِيهِمْ وَ لَمْ يَكُنْ أَبُوكَ يَفْعَلُ هَذَا! قَالَ، فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيَّ مِنْ هَارُونَ بَأْسٌ، وَ قَالَ لَهُ: أَطْفَأَ اللَّهُ نُورَ قَلْبِكَ وَ أَدْخَلَ الْفَقْرَ بَيْتَكَ! وَيْلَكَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى مَرْيَمَ أَنَّ فِي بَطْنِكِ نَبِيّاً فَوَلَدَتْ مَرْيَمُ عِيسَى (ع) فَمَرْيَمُ مِنْ عِيسَى وَ عِيسَى مِنْ مَرْيَمَ، وَ أَنَا مِنْ أَبِي وَ أَبِي مِنِّي، قَالَ، فَقَالَ لَهُ أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ لَهُ: مَا إِخَالُكَ تَسْمَعُ مِنِّي وَ لَسْتَ مِنْ غَنَمِي، سَلْ! قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَقَالَ مَا مَلَكْتُهُ قَدِيماً فَهُوَ حُرٌّ وَ مَا لَمْ يَمْلِكْهُ بِقَدِيمٍ فَلَيْسَ بِحُرٍّ فَقَالَ وَيْلَكَ أَ مَا تَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ وَ الْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ[2]، فَمَا مَلَكَ الرَّجُلُ قَبْلَ السِّتَّةِ الْأَشْهُرِ فَهُوَ قَدِيمٌ،
[1]- الحسن بن موسى- خ.
[2]- العرجون بالضم: العود الأصغر اليابس في الشجر، و أقل مدة منه لازمة في صدقه ستّة أشهر.