هِنْدِ بْنِ الْحَجَّاجِ فَقُلْتُ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ يَأْمُرُكَ بِالْمَصِيرِ إِلَيْهِ! قَالَ فَصَاحَ عَلِيٌّ وَ انْتَهَرَنِي، فَقُلْتُ لَهُ أَنَا قَدْ أَبْلَغْتُكَ وَ قُلْتُ لَكَ فَإِنْ شِئْتَ فَافْعَلْ وَ إِنْ شِئْتَ فَلَا تَفْعَلْ، وَ انْصَرَفْتُ وَ تَرَكْتُهُ، وَ جِئْتُ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ (ع) فَوَجَدْتُ امْرَأَتِي قَاعِدَةً عَلَى الْبَابِ وَ الْأَبْوَابُ مُقَفَّلَةٌ، فَلَمْ أَزَلْ أَفْتَحُ وَاحِداً وَاحِداً مِنْهَا، حَتَّى وَصَلْتُ إِلَيْهِ فَوَجَدْتُهُ وَ أَعْلَمْتُهُ الْخَبَرَ، قَالَ: نَعَمْ قَدْ جَاءَنِي، وَ انْصَرَفْتُ فَخَرَجْتُ إِلَى امْرَأَتِي، فَقُلْتُ لَهَا جَاءَ أَحَدٌ بَعْدِي فَدَخَلَ هَذَا الْبَابَ فَقَالَتْ: لَا وَ اللَّهِ مَا فَارَقْتُ الْبَابَ وَ لَا فَتَحْتُ الْأَقْفَالَ حَتَّى جِئْتُ.
قَالَ وَ رَوَانِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَنْبَارِيُّ أَخُو صَنْدَلٍ، قَالَ، بَلَغَنِي مِنْ جِهَةِ أُخْرَى أَنَّهُ لَمَّا صَارَ إِلَيْهِ هِنْدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ لَهُ الْعَبْدُ الصَّالِحُ (ع) عِنْدَ انْصِرَافِهِ: إِنْ شِئْتَ رَجَعْتَ إِلَى مَوْضِعِكَ وَ لَكَ الْجَنَّةُ وَ إِنْ شِئْتَ انْصَرَفْتَ إِلَى مَنْزِلِكَ! فَقَالَ أَرْجِعُ إِلَى مَوْضِعِي إِلَى السِّجْنِ- رَحِمَهُ اللَّهُ.
قَالَ وَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الصَّيْمَرِيُّ، أَنَّ هِنْدَ بْنَ الْحَجَّاجِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّيْمَرَةِ وَ أَنَّ قَصْرَهُ لَبَيِّنٌ[1]، قَالَ أَبُو عَمْرٍو: هَذَا الْخَبَرُ مِنْ جِهَةِ أَبِي الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ[2] بْنِ أَحْمَدَ الْفَارِسِيِّ يَقُولُ حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْحُلَيْسِيُ.
فِي صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْجَمَّالِ
828 حَمْدَوَيْهِ، قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّازِيُّ، قَالَ حَدَّثَنِي
[1]- في ج: لمبين.
[2]- في النسختين و الترتيب: محمّد بن بحر.