أَبُو الْقَاسِمِ الْحُلَيْسِيُ[1]، قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هَوْذَا[2]، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ظَرِيفِ بْنِ نَاصِحٍ، فَقَالَ قَدْ جِئْتُكَ بِحَدِيثٍ مَنْ يَأْتِيكَ[3] حَدَّثَنِي فُلَانٌ وَ نَسِيَ الْحُلَيْسِيُّ اسْمُهُ عَنْ بَشَّارٍ مَوْلَى السِّنْدِيِّ بْنِ شَاهَكَ قَالَ: كُنْتُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بُغْضاً لِآلِ أَبِي طَالِبٍ، فَدَعَانِي السِّنْدِيُّ بْنُ شَاهَكَ يَوْماً، فَقَالَ لِي: يَا بَشَّارُ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَئْتَمِنَكَ عَلَى مَا ائْتَمَنَنِي عَلَيْهِ هَارُونُ! قُلْتُ: إِذَنْ لَا أُبْقِيَ فِيهِ غَايَةً قَالَ: هَذَا مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ (ع) قَدْ دَفَعَهُ إِلَيَّ وَ قَدْ وَكَّلْتُكَ بِحِفْظِهِ! فَجَعَلَهُ فِي دَارٍ جَوْفِ دُورِ حُرَمِهِ وَ وَكَّلَنِي عَلَيْهِ، وَ كُنْتُ أَقْفُلُ عَلَيْهِ عِدَّةَ أَقْفَالٍ، فَإِذَا مَضَيْتُ فِي حَاجَةٍ وَكَّلْتُ امْرَأَتِي بِالْبَابِ فَلَا تُفَارِقْهُ حَتَّى أَرْجِعَ، قَالَ بَشَّارٌ فَحَوَّلَ اللَّهُ مَا كَانَ فِي قَلْبِي مِنَ الْبُغْضِ حُبّاً، قَالَ، فَدَعَانِي (ع) يَوْماً فَقَالَ لِي: يَا بَشَّارُ امْضِ إِلَى سِجْنِ الْمُقَنْطَرَةِ[4] فَادْعُ لِي هِنْدَ بْنَ الْحَجَّاجِ، وَ قُلْ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ يَأْمُرُكَ بِالْمَصِيرِ إِلَيْهِ! فَإِنَّهُ سَيَنْتَهِرُكَ وَ يَصِيحُ عَلَيْكَ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ: فَقُلْ أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكَ وَ أَبْلَغْتُ رِسَالَتَهُ فَإِنْ شِئْتَ فَافْعَلْ وَ إِنْ شِئْتَ فَلَا تَفْعَلْ، وَ اتْرُكْهُ وَ انْصَرِفْ! قَالَ، فَفَعَلْتُ مَا أَمَرَنِي وَ أَقْفَلْتُ الْأَبْوَابَ كَمَا كُنْتُ أَفْعَلُ، وَ أَقْعَدْتُ امْرَأَتِي عَلَى الْبَابِ، وَ قُلْتُ لَهَا لَا تَبْرَحِي حَتَّى آتِيَكَ، وَ قَصَدْتُ إِلَى سِجْنِ الْمُقَنْطَرَةِ فَدَخَلْتُ عَلَى
[1]- الخلسى- خ.
[2]- هودا- خ.
[3]- و في البحار( ج 11) نقل الرواية كما في المتن عن المناقب، و قال في بيان هذه الجملة: اي بحديث كل من يأتيك او بحديث من يأتي ذكره و هو الكاظم( ع) اقول: و لم ار الحديث في المناقب في الباب المربوط به.
[4]- في اغلب النسخ: القنطرة.