أَقَامَتْ بِمَكَّةَ حَتَّى ذَهَبَ أَهْلُهَا، وَ قَرَابَتُهَا تَحْزَنُ عَلَيْهَا وَ قَدْ بَقِيَ مِنْهُمْ بَقِيَّةٌ يَخَافُونَ أَنْ يَذْهَبُوا كَمَا ذَهَبَ مَنْ مَضَى وَ لَا يَرَوْنَهَا فَلَوْ قُلْتَ لَهَا فَإِنَّهَا تَقْبَلُ مِنْكَ! قَالَ يَا مُيَسِّرُ دَعْهَا فَإِنَّهُ مَا يَدْفَعُ عَنْكُمْ إِلَّا بِدُعَائِهَا، قَالَ، فَأَلَحَّ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ لَهَا يَا حُبَّى مَا يَمْنَعُكِ مِنْ مُصَلَّى عَلِيٍّ (ع) الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ عَلِيٌّ (ع)! قَالَ، فَانْصَرَفَتْ.
فِي عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ
792 جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ، رَوَى عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَ هُوَ فِي مَنْزِلِ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا حَوَّلَكَ إِلَى هَذَا الْمَنْزِلِ قَالَ طَلَبُ النُّزْهَةِ، قَالَ، قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ لَا أَقُصُّ عَلَيْكَ دِينِيَ الَّذِي أَدِينُ بِهِ قَالَ بَلَى يَا عَمْرُو، قُلْتُ إِنِّي أَدِينُ اللَّهَ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَ أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ، وَ إِقَامِ الصَّلَاةِ وَ إِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ حِجِ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، وَ الْوَلَايَةِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا، وَ الْوَلَايَةِ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ الْوَلَايَةِ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَ الْوَلَايَةِ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَ لَكَ مِنْ بَعْدِهِ، وَ أَنْتُمْ أَئِمَّتِي عَلَيْهِ أَحْيَا وَ عَلَيْهِ أَمُوتُ وَ أَدِينُ اللَّهَ بِهِ، قَالَ يَا عَمْرُو هَذَا وَ اللَّهِ دِينِي وَ دِينُ آبَائِيَ الَّذِي نَدِينُ اللَّهَ بِهِ فِي السِّرِّ وَ الْعَلَانِيَةِ، فَاتَّقِ اللَّهَ وَ كُفَّ لِسَانَكَ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ، وَ لَا تَقُلْ إِنِّي هَدَيْتُ نَفْسِي بَلِ اللَّهُ هَدَاكَ، فَأَدِّ شُكْرَ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَ لَا تَكُنْ مِمَّنْ إِذَا أَقْبَلَ طُعِنَ فِي عَيْنَيْهِ وَ إِذَا أَدْبَرَ