768 نَصْرُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ حَدَّثَنِي سِجَادَةُ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ:، كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ (ع) جَالِساً حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الشِّيعَةِ، فَقَالَ لَهُ يَا فُلَانُ جَدِّدِ التَّوْبَةَ أَوْ أَحْدِثْ عِبَادَةً فَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ أَجَلِكَ[1] إِلَّا شَهْرٌ، قَالَ إِسْحَاقُ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي وَا عَجَبَاهْ كَأَنَّهُ يُخْبِرُنَا أَنَّهُ يَعْلَمُ آجَالَ شِيعَتِهِ أَوْ قَالَ آجَالَنَا، قَالَ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ مُغْضَباً، فَقَالَ: يَا إِسْحَاقُ وَ مَا تُنْكِرُ مِنْ ذَلِكَ! وَ قَدْ كَانَ الْهَجَرِيُّ مُسْتَضْعَفاً وَ كَانَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْمَنَايَا وَ الْإِمَامُ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنْ رُشَيْدٍ الْهَجَرِيِّ، يَا إِسْحَاقُ أَمَا إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِكَ سَنَتَانِ، أَمَا إِنَّهُ يَتَشَتَّتُ أَهْلُ بَيْتِكَ تَشَتُّتاً قَبِيحاً وَ يُفْلَسُ عِيَالُكَ إِفْلَاساً شَدِيداً.
769 جَعْفَرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ[2] الرَّازِيُّ، قَالَ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيُّ، قَالَ قَالَ، إِسْحَاقُ بْنُ عَمَّارٍ، لَمَّا كَثُرَ مَالِي أَجْلَسْتُ عَلَى بَابِي بَوَّاباً يَرُدُّ عَنِّي فُقَرَاءَ الشِّيعَةِ، قَالَ، فَخَرَجْتُ إِلَى مَكَّةَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ فَسَلَّمْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع)، فَرَدَّ عَلَيَّ بِوَجْهٍ قَاطِبٍ[3] غَيْرِ مَسْرُورٍ، فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا الَّذِي غَيَّرَ حَالِي عِنْدَكَ قَالَ: الَّذِي غَيَّرَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ اللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّهُمْ عَلَى دِينِ اللَّهِ، وَ لَكِنْ خَشِيتُ الشُّهْرَةَ عَلَى نَفْسِي، قَالَ: يَا إِسْحَاقُ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ الْمُؤْمِنَيْنِ إِذَا الْتَقَيَا فَتَصَافَحَا بَيْنَ إِبْهَامَيْهُمَا مِائَةُ رَحْمَةٍ، تِسْعَةٌ وَ تِسْعُونَ مِنْهَا لِأَشَدِّهِمَا حُبّاً لِصَاحِبِهِ، فَإِذَا اعْتَنَقَا غَمَرَتْهُمَا الرَّحْمَةُ، فَإِذَا الْتَثَمَا لَا يُرِيدَانِ بِذَلِكَ إِلَّا وَجْهَ
[1]- من عمرك- خ.
[2]- أبو الحسن- خ.
[3]- اى قابض.