الْحَقِّ أَوْ مِنَ الْبَاطِلِ قُلْتُ لَهُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ وَ أَبْكِي! وَ إِنَّمَا يُضْحِكُنِي مِنْكَ تَعَجُّباً كَيْفَ حَفِظْتَ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ! فَسَكَتَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) زِدْنَا! قَالَ حَدَّثَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، أَنَّهُ رَأَى عَلِيّاً (ع) عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ وَ هُوَ يَقُولُ: لَئِنْ أَتَيْتَ بِرَجُلٍ يُفَضِّلُنِي عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ لَأُجَلِّدَنَّهُ حَدَّ الْمُفْتَرِي، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) زِدْنَا! فَقَالَ حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرٍ، أَنَّهُ قَالَ حُبُّ أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ إِيمَانٌ وَ بُغْضُهُمَا كُفْرٌ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) زِدْنَا! فَقَالَ حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عَلِيّاً (ع) أَبْطَأَ عَنْ بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ عَتِيقٌ مَا خَلَّفَكَ يَا عَلِيُّ عَنِ الْبَيْعَةِ، وَ اللَّهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَكَ! فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ (ع) يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ لَا تَثْرِيبَ[1]! قَالَ لَا تَثْرِيبَ قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) زِدْنَا! قَالَ حَدَّثَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَمَرَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ أَنْ يَضْرِبَ عُنُقَ عَلِيٍّ (ع) إِذَا سَلَّمَ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ سَلَّمَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ نَفْسِهِ، ثُمَّ قَالَ يَا خَالِدُ لَا تَفْعَلْ مَا أَمَرْتُكَ! قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) زِدْنَا! قَالَ حَدَّثَنِي نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّهُ قَالَ:
وَدَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ بِنَخِيلَاتِ يَنْبُعَ يَسْتَظِلُّ بِظِلِّهِنَّ وَ يَأْكُلُ مِنْ حَشَفِهِنَ[2] وَ لَمْ يَشْهَدْ يَوْمَ الْجَمَلِ وَ لَا النَّهْرَوَانَ، وَ حَدَّثَنِي بِهِ سُفْيَانُ[3]، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) زِدْنَا! قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادٌ[4]، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا رَأَى عَلِيُّ بْنُ
[1]- التثريب: اللوم و التقبيح على عمله.
[2]- الحشف بالتحريك اردأ التمر.
[3]- في الترتيب: سفيان عن نهش.
[4]- الظاهر بقرينة الإطلاق: هو عباد بن كثير البصرى العابد الساكن بمكّة.