فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ، فَقُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ فَعَلَى مَا ذَا[1] عَادَيْنَا النَّاسَ فِي عَلِيٍّ (ع)! فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) وَ كَيْفَ قَتَلْتَهُمْ يَا أَبَا بُحَيْرٍ فَقَالَ مِنْهُمْ مَنْ كُنْتُ أَصْعَدُ سَطْحَهُ بِسُلَّمٍ حَتَّى أَقْتُلَهُ، وَ مِنْهُمْ مَنْ دَعَوْتُهُ بِاللَّيْلِ عَلَى بَابِهِ فَإِذَا خَرَجَ عَلَيَّ قَتَلْتُهُ، وَ مِنْهُمْ مَنْ كُنْتُ أَصْحَبُهُ فِي الطَّرِيقِ فَإِذَا خَلَا لِي قَتَلْتُهُ، وَ قَدِ اسْتَتَرَ ذَلِكَ كُلُّهُ عَلَيَّ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَا أَبَا بُحَيْرٍ لَوْ كُنْتَ قَتَلْتَهُمْ بِأَمْرِ الْإِمَامِ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ فِي قَتْلِهِمْ شَيْءٌ وَ لَكِنَّكَ سَبَقْتَ الْإِمَامَ، فَعَلَيْكَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ شَاةً تَذْبَحُهَا بِمِنًى وَ لْتُصَدِّقْ بِلَحْمِهَا لِسَبْقِكَ الْإِمَامَ، وَ لَيْسَ عَلَيْكَ غَيْرُ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) يَا أَبَا بُحَيْرٍ أَخْبِرْنِي حِينَ أَصَابَكَ الْمِيزَابُ وَ عَلَيْكَ الصُّدْرَةُ[2] مِنْ فِرَاءٍ فَدَخَلْتَ النَّهَرَ فَخَرَجْتَ وَ تَبِعَكَ الصِّبْيَانُ يُعَيِّطُونَ بِكَ، أَيُّ شَيْءٍ صَيَّرَك عَلَى هَذَا! فَقَالَ عَمَّارٌ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ أَبُو بُحَيْرٍ فَقَالَ أَيُّ شَيْءٍ كَانَ هَذَا مِنَ الْحَدِيثِ حَتَّى تُحَدِّثَهُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (ع)! فَقُلْتُ لَا وَ اللَّهِ مَا ذَكَرْتُ لَهُ وَ لَا لِغَيْرِهِ وَ هَذَا هُوَ يَسْمَعُ كَلَامِي، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) لَمْ يُخْبِرْنِي بِشَيْءٍ يَا أَبَا بُحَيْرٍ، فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ، قَالَ لِي أَبُو بُحَيْرٍ يَا عَمَّارُ أَشْهَدُ أَنَّ هَذَا عَالِمُ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ أَنَّ الَّذِي كُنْتُ عَلَيْهِ بَاطِلٌ، وَ أَنَّ هَذَا صَاحِبُ الْأَمْرِ.
مَا رُوِيَ فِي حَمَّادٍ السَّمَنْدَرِيِ
635 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ النَّهْدِيُّ الْكُوفِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَكِيمٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ شَرِيفِ بْنِ سَابِقٍ التَّفْلِيسِيِّ، عَنْ
[1]- نعلى ما عادينا- خ.
[2]- الصدرة بالضم: ثوب يغطى الصدر. و عيّط تعييطا: صاح.