الْكِتَابَ دَفَعَهُ إِلَى زُرَارَةَ وَ دَفَعَ زُرَارَةُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ حَتَّى دَارَ الْكِتَابُ إِلَى الْكُلِّ فَقَالَ الْمُفَضَّلُ مَا تَقُولُونَ قَالُوا هَذَا مَالٌ عَظِيمٌ حَتَّى نَنْظُرَ وَ نَجْمَعَ وَ نَحْمِلَ إِلَيْكَ لَمْ نُدْرِكْ إِلَّا نَرَاكَ[1] بَعْدُ نَنْظُرُ فِي ذَلِكَ، وَ أَرَادُوا الِانْصِرَافَ، فَقَالَ الْمُفَضَّلُ حَتَّى تَغَدَّوْا عِنْدِي، فَحَبَسَهُمْ لِغَدَائِهِ وَ وَجَّهَ الْمُفَضَّلَ إِلَى أَصْحَابِهِ الَّذِينَ سَعَوْا بِهِمْ، فَجَاءُوا فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ كِتَابَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع)، فَرَجَعُوا مِنْ عِنْدِهِ وَ حَبَسَ الْمُفَضَّلُ هَؤُلَاءِ لِيَتَغَدَّوْا، عِنْدَهُ فَرَجَعَ الِفْتَيان وَ حَمَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى قَدْرِ قُوَّتِهِ أَلْفاً وَ أَلْفَيْنِ وَ أَقَلَّ وَ أَكْثَرَ، فَحَضَرُوا أَوْ أَحْضَرُوا أَلْفَيْ دِينَارٍ وَ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ قَبْلَ أَنْ يَفْرُغَ هَؤُلَاءِ مِنَ الْغَدَاةِ، فَقَالَ لَهُمُ الْمُفَضَّلُ: تَأْمُرُونِّي أَنْ أَطْرُدَ هَؤُلَاءِ مِنْ عِنْدِي، تَظُنُّونَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَحْتَاجُ[2] إِلَى صَلَاتِكُمْ وَ صَوْمِكُمْ.
. وَ
حَكَى نَصْرُ بْنُ الصَّبَّاحِ: عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ بِإِسْنَادِهِ أَنَّ الشِّيعَةَ حِينَ أَحْدَثَ أَبُو الْخَطَّابِ مَا أَحْدَثَ خَرَجُوا إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) فَقَالُوا أَقِمْ لَنَا رَجُلًا نَفْزَعُ[3] إِلَيْهِ فِي أَمْرِ دِينِنَا وَ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنَ الْأَحْكَامِ! قَالَ لَا تَحْتَاجُونَ إِلَى ذَلِكَ، مَتَى مَا احْتَاجَ أَحَدُكُمْ عَرَجَ إِلَيَّ وَ سَمِعَ مِنِّي وَ يَنْصَرِفُ، فَقَالُوا لَا بُدَّ! فَقَالَ قَدْ أَقَمْتُ عَلَيْكُمُ الْمُفَضَّلَ اسْمَعُوا مِنْهُ وَ اقْبَلُوا عَنْهُ فَإِنَّهُ لَا يَقُولُ عَلَى اللَّهِ
[1]- في المطبوع: ثم لم ندرك الأنذال بعد نظر. و النذل: الخسيس المحتقر الساقط و الجمع انذال. و في نسخة د و ه: اليك ثمّ ندرك الاتراك بعد ننظر في ذلك. و في نسخة ج و الترتيب: ثم ندرك الأنزال بعد نظر. و في الممقانى: ثم ندرك الأنذال بعد نظر في ذلك.
[2]- محتاج- خ.
[3]- نفرغ- خ.