الْحَقِّ، بَعْدَ مَا سَمِعْتُكَ تَقُولُ فِيهِ مَا تَقُولُ، قَالَ، رَحِمَهُ اللَّهُ لَكِنْ حُجْرُ بْنُ زَائِدَةَ وَ عَامِرُ بْنُ جُذَاعَةَ أَتَيَانِي فَشَتَمَاهُ عِنْدِي، فَقُلْتُ لَهُمَا لَا تَفْعَلَا فَإِنِّي أَهْوَاهُ، فَلَمْ يَقْبَلَا فَسَأَلْتُهُمَا وَ أَخْبَرْتُهُمَا أَنَّ الْكَفَّ عَنْهُ حَاجَتِي! فَلَمْ يَفْعَلَا، فَلَا غَفَرَ اللَّهُ لَهُمَا، أَمَا إِنِّي لَوْ كَرُمْتُ عَلَيْهِمَا لَكَرُمَ عَلَيْهِمَا مَنْ يَكْرُمُ عَلَيَّ، وَ لَقَدْ كَانَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ فِي مَوَدَّتِهِ لَهَا أَصْدَقَ مِنْهُمَا فِي مَوَدَّتِهِمَا لِي، حَيْثُ يَقُولُ:
لَقَدْ عَلِمَتْ بِالْغَيْبِ أَنِّي أَخُونُهَا
إِذَا هُوَ لَمْ يُكْرِمْ عَلَيَّ كَرِيمَهَا
أَمَا إِنِّي لَوْ كَرُمْتُ عَلَيْهِمَا لَكَرُمَ عَلَيْهِمَا مَنْ يَكْرُمُ عَلَيَّ.
584 حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ الصَّبَّاحِ وَ كَانَ غَالِياً، قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو يَعْقُوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ وَ هُوَ غَالٍ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِهِمْ أَيْضاً، قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ[1] وَ هُوَ أَيْضاً مِنْهُمْ، قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ وَ هُوَ كَذَلِكَ، عَنْ بَشِيرٍ النَّبَّالِ، أَنَّهُ قَالَ:، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) لِمُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ الثَّقَفِيِّ وَ هُوَ مِنْ أَصْحَابِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ أَيْضاً، مَا تَقُولُ فِي الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ... وَ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيِّ سَوَاءً.
585 حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ أَسَدِ بْنِ أَبِي الْعُلَا، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ، قَالَ:، دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) وَ أَنَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، وَ هُوَ فِي ضُيَيْعَةٍ[2] لَهُ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ وَ الْعَرَقُ يَسِيلُ عَلَى صَدْرِهِ، فَابْتَدَأَنِي فَقَالَ: نَعَمْ وَ اللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا
[1]- في النّسخة: ميمون- خ.
[2]- بصيغة التصغير من الضيعة و هي الأرض و العقار.