523 حَمْدَوَيْهِ، قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ عِيسَى شَلَقَانَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ (ع) وَ هُوَ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ قَبْلَ أَوَانِ بُلُوغِهِ: جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا هَذَا الَّذِي يُسْمَعُ مِنْ أَبِيكَ أَنَّهُ أَمَرَنَا بِوَلَايَةِ أَبِي الْخَطَّابِ ثُمَّ أَمَرَنَا بِالْبَرَاءَةِ مِنْهُ قَالَ، فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ (ع) مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ:
إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْأَنْبِيَاءَ عَلَى النُّبُوَّةِ فَلَا يَكُونُونَ إِلَّا أَنْبِيَاءَ وَ خَلَقَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْإِيمَانِ فَلَا يَكُونُونَ إِلَّا مُؤْمِنِينَ وَ اسْتَوْدَعَ قَوْماً إِيمَاناً فَإِنْ شَاءَ أَتَمَّهُ لَهُمْ وَ إِنْ شَاءَ سَلَبَهُمْ إِيَّاهُ، وَ إِنَّ أَبَا الْخَطَّابِ كَانَ مِمَّنْ أَعَارَهُ اللَّهُ الْإِيمَانَ: فَلَمَّا كَذَبَ عَلَى أَبِي سَلَبَهُ اللَّهُ الْإِيمَانَ، قَالَ، فَعَرَضْتُ هَذَا الْكَلَامَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع)، قَالَ، قَالَ لَوْ سَأَلْتَنَا عَنْ ذَلِكَ مَا كَانَ لِيَكُونَ عِنْدَنَا غَيْرُ مَا قَالَ.
524 حَمْدَوَيْهِ، قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ نُوحٍ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) وَ مُيَسِّرٌ عِنْدَهُ، وَ نَحْنُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِينَ وَ مِائَةٍ، فَقَالَ مُيَسِّرٌ بَيَّاعُ الزُّطِّيِ[1]: جُعِلْتُ فِدَاكَ عَجِبْتُ لِقَوْمٍ كَانُوا يَأْتُونَ مَعَنَا إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ فَانْقَطَعَتْ آثَارُهُمْ وَ فَنِيَتْ آجَالُهُمْ! قَالَ وَ مَنْ هُمْ قُلْتُ أَبُو الْخَطَّابِ وَ أَصْحَابُهُ، وَ كَانَ مُتَّكِئاً فَجَلَسَ فَرَفَعَ إِصْبَعَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ: عَلَى أَبِي الْخَطَّابِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ، فَأَشْهَدُ بِاللَّهِ أَنَّهُ كَافِرٌ فَاسِقٌ مُشْرِكٌ، وَ أَنَّهُ يُحْشَرُ مَعَ فِرْعَوْنَ فِي أَشَدِّ الْعَذَابِ غُدُوًّا وَ عَشِيًّا، ثُمَّ قَالَ: أَمَا وَ اللَّهِ إِنِّي لَأَنْفَسُ[2] عَلَى أَجْسَادٍ أصيبت [أُصْلِيَتْ] مَعَهُ النَّارَ.
[1]- الزطى: قال الممقانى بالضم و تشديد الطاء هو الثياب المنسوبة الى- الزطّ و هو جيل من الهند.
[2]- نفس به و عليه: ضنّ به من باب علم.