وَ سَمَّاهُ، وَ ذَكَرَ أَنَّهُ خَيْرٌ، قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْخَبَرِ الَّذِي يَرْوِي أَنَّ السَّيِّدَ اسْوَدَّ وَجْهُهُ عِنْدَ مَوْتِهِ فَقَالَ ذَلِكَ الشَّعْرَ الَّذِي يَرْوِي لَهُ فِي ذَلِكَ: مَا حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ[1] الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: رُوِيَ أَنَّ السَّيِّدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الشَّاعِرَ اسْوَدَّ وَجْهُهُ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَقَالَ هَكَذَا يُفْعَلُ بِأَوْلِيَائِكُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! قَالَ فَابْيَضَّ وَجْهُهُ كَأَنَّهُ الْقَمَرُ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
أَحَبَّ الَّذِي مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ وُدِّهِ
تَلَقَّاهُ بِالْبُشْرَى لَدَى الْمَوْتِ يَضْحَكُ
وَ مَنْ مَاتَ يَهْوَى غَيْرَهُ مِنْ عَدُوِّهِ
فَلَيْسَ لَهُ إِلَّا إِلَى النَّارِ مَسْلَكٌ
أَبَا حَسَنٍ تُفْدِيكَ نَفْسِي وَ أُسْرَتِي
وَ مَالِي وَ مَا أَصْبَحْتُ فِي الْأَرْضِ أَمْلَكُ
أَبَا حَسَنٍ إِنِّي بِفَضْلِكَ عَارِفٌ
وَ إِنِّي بِحَبْلٍ مِنْ هَوَاكَ لِمُمْسِكٌ
وَ أَنْتَ وَصِيُّ الْمُصْطَفَى وَ ابْنُ عَمِّهِ
فَإِنَّا نُعَادِي مُبْغِضِيكَ وَ نَتْرُكُ
مَوَالِيكَ نَاجٍ مُؤْمِنٌ بَيِّنُ الْهُدَى
وَ قَالِيكَ مَعْرُوفُ الضَّلَالَةِ مُشْرِكٌ
وَ لَاحَ لَحَانِي[2] فِي عَلِيٍّ وَ حِزْبِهِ
فَقُلْتُ لَحَاكَ اللَّهُ إِنَّكَ أَعْفَكُ.
507 وَ حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى السَّيِّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ هُوَ لِمَا بِهِ قَدِ اسْوَدَّ وَجْهُهُ وَ ازْرَقَّتْ[3] عَيْنَاهُ وَ عَطِشَ كَبِدُهُ، وَ هُوَ يَوْمَئِذٍ يَقُولُ بِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ وَ هُوَ مِنْ حَشَمِهِ، وَ كَانَ
[1]- ايوب- خ.
[2]- لحاه: لامه و سبّه. و العفك: الحمق.
[3]- في النسخة: زرق. زرقت و ازرقت عينه و ازرقّت: مالت و ظهر بياضه.